يواجه سكان مدينة تارودانت تحديا مزدوجا في ظل استمرار موجة الحرارة التي تجتاح العديد من مناطق المملكة، فمن جهة يعانون من الحر الشديد الذي لا يرحمهم داخل المنازل، ومن جهة أخرى يشكون قلة الفضاءات العامة التي تتيح لهم الترفيه والراحة.
وجعلت هذه الظروف القاسية الساحات العمومية ومنتزهات المدينة، على قلتها، تتحول إلى وجهات مكتظة، حيث يتوافد عليها السكان بأعداد كبيرة هروبا من حرارة الصيف الحارقة.
ومن بين الأماكن التي تستقطب سكان المدينة العريقة ساحة 20 غشت وساحة البراد، حيث يتجمع المواطنون بحثا عن نسيم الهواء داخل هذه الفضاءات. لكن، وعلى الرغم من هذا التوافد، تبقى هذه الأماكن محدودة وغير كافية لتلبية احتياجات المدينة المتزايدة.
وفي هذا السياق، يرى متتبعون أن الوضع القائم بتارودانت يعكس نقصا واضحا في البنية التحتية الترفيهية، إذ لا وجود لمسابح عامة أو حدائق واسعة تتماشى مع تطلعات السكان.
وأكد هؤلاء أن العديد من الشباب والأطفال في تارودانت يفتقرون للمرافق التي تساعدهم على اكتشاف مهاراتهم وصقل مواهبهم، بينما يعاني آخرون من غياب فضاءات للترفيه وتخفيف الإرهاق والتعب الناتج عن درجات الحرارة المرتفعة.
وفيما يبحث السكان عن حلول مؤقتة للهروب من حرارة الصيف، يدفعهم الوضع الحالي إلى السفر نحو المدن المجاورة مثل أكادير، أو حتى تيزنيت للاستفادة من شواطئهما، وهو ما يؤدي إلى ركود تجاري داخل المدينة، حيث تفقد العديد من المحلات التجارية جزءا من زبائنها الذين يفضلون الابتعاد عن حرارة المكان.
وأمام هذا الوضع، يطالب عدد من سكان المدينة المجلس الجماعي لتارودانت، الذي يرأسه وزير العدل عبد اللطيف وهبي، بالتحرك سريعا لتوفير المسابح والحدائق العامة، مؤكدين أن إنشاء هذه الفضاءات سيكون بمثابة ملاذ أول للسكان خلال فصل الصيف، إذ سيسهم في خلق بيئة صحية ومريحة، بالإضافة إلى تحفيز النشاط التجاري والسياحي.