حسب وزارة الخارجية المغربية.. سقف المرأة الامازيغية منظفة مكاتب بالإدارة المغربية

كُتّاب وآراء

أكادير24 | Agadir24

في وصلة دعائية ترويجية لوزارة الخارجية المغربية قدّمت فيها نمادج للمستوى الذي وصلت إليه المرأة المغربية وخاصة في مجال العلاقات الدولية وفي مختلف التخصصات وفي انسجام مع هذا التنوع والتعدّد الاثني واللغوي للنسيج الاجتماعي المغربي..

وهي مبادرة تواصلية جد إيجابية تقدمْ المغرب للشعوب والأمم الأخرى كبلد منخرط في هذه المسيرة الحقوقية بنفس المساواة بين الرجل والمرأة.. غير أن هذه الوصلة نفسها تحمل رسائل عديدة أهمها هذه الدّونية التى تمّ بها تقديم المرأة المغربية ذات اللسان الأمازيغي كمنظفة داخل الإدارة ومكاتبها مقارنة مع بقية المهن الأخرى التي جاءت بها الوصلة الدّعائية..

فإذا كنّا من حيث المبدأ نعتبر أن كلّ المهن شريفة فإن المقارنة تجعلنا نقْر بأن مهنة المنظفة عمل يدويُُّ لا يتطلب إلاْ مجهوداً عضلياً لا غير.. بل هم امتداد طبيعيّ للعمل اليومي المنزلي.. غيره بقية المهن الأخرى للسيدات المغربيات اللواتي وصلن عبر مسار أكاديمي معرفي ومستوى عالٍ جدْاً.. مما يعطى الانطباع لدى المشاهد بأن سقف الأمازيغية داخل هذا المسار الذي قطعته المرأة المغربية لا يتعدّى منظفة على أكثر تقدير.. باعتبارها أميّة جاهلة وبهشاشة اجتماعية.

والحال أن هذا التصور الدوني /التحقيرى الذي تقدّمه الوصلة الدّعائية مجانب للصّواب وبالمطلق.. ويكفي لأي شخص بسيط أن يقف عن تجارب ناجحة لنساء سوسيات.. ريفيات.. أطلسيات وبمراكز جد متقدمة هنا بالبلد وخارجه.. بل هناك من وصلن إلى سلطة صناعة القرار..مما يجعل هذه الوصلة الدعائية الصادرة عن وزارة الخارجية في خانة التسويق لعقلية ما زالت سجينة أفكار وتصوارات نمطيّة بائدة لاتخرج عن ربط كل ما قرويّ بما هو أمازيغي.. وخاصة النساء..

إنّ حساسية الواجهة التى تمثلها وزراة الخارجية المغربية في علاقة البلد مع بقية بلدان العالم.. ومع استحضارنا لهذه النجاحات التى عرفتها قضيتنا الوطنية في السنوات الأخيرة بفضل هذه النشاط الدبلوماسي المكثف لوزارتنا.. فإننا في نفس الوقت لن نقبل بالمرة أن تهان المرأة المغربية ذات اللسان الأمازيغي بهذا التصنيف المهني وما يحمله من تصنيف اجتماعي تكويني مقارنة مع سياق بقية المهن الأخرى داخل الوصلة الدْعائية..

وبافتراضنا حسن النية واعتبار ما وقع زلة لم تثرْانتباه المشرفين على الوصلة.. فالمفروض والحالة هاته أن يسحب الفيديو من التسويق وتقديم اعتذار لكافة مكونات المرأة المغربية..

غير ذلك.. ففي الأمر ما يدعوا إلى الكثير من الشك والريبة..

ولنا عودة إلى الموضوع بتفاصيل أخرى

يوسف غريب

التعاليق (0)

اترك تعليقاً