اختناق جماعي يهز مصنعًا للكابلات، ويثير تساؤلات حول السلامة المهنية

حوادث


اهتزت مدينة القنيطرة المغربية مساء يوم الاثنين الموافق للخامس من شهر مايو عام 2025، على وقع حادثة اختناق جماعي مروعة داخل أسوار إحدى شركات تصنيع الكابلات الواقعة بالمنطقة الصناعية الحيوية في المدينة.

وكشفت مصادر مطلعة عن تفاصيل مؤلمة للحادث، حيث أشارت إلى إصابة عشرات العاملات بحالات إغماء وصعوبة في التنفس، مما استدعى تدخلاً طبيًا عاجلاً لنقلهن على وجه السرعة إلى مستشفى الزموري الإقليمي لتلقي الإسعافات الأولية والعلاج اللازم.

وفي سياق متصل، أوضحت ذات المصادر بارتياح نسبي أن الوضع الصحي لمعظم المصابات قد استقر بشكل ملحوظ بعد التدخل الطبي الأولي، مع توقعات بمغادرة غالبيتهن للمستشفى خلال الساعات القليلة القادمة، وذلك بعد استكمال الفحوصات الطبية الروتينية للاطمئنان على سلامتهن بشكل كامل.

على صعيد التحقيقات والإجراءات المتخذة، فقد استنفرت السلطات المحلية والأجهزة الأمنية جهودها فور الإبلاغ عن الحادث، حيث باشرت على الفور فتح تحقيق معمق وشامل لكشف ملابسات الحادث وتحديد الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا الاختناق الجماعي. ويهدف التحقيق إلى الوقوف على الظروف المحيطة بالواقعة وتحديد المسؤوليات المحتملة، بالإضافة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة في المستقبل.

تُعيد هذه الحادثة المأساوية إلى الأذهان وبحدة النقاش الدائر حول أهمية وضرورة تعزيز وتطبيق معايير وشروط السلامة المهنية داخل الوحدات الصناعية المختلفة، وخاصة تلك التي تعتمد في عملياتها التشغيلية على مواد أو تجهيزات قد تنطوي على مخاطر محتملة تهدد صحة وسلامة العاملين. وتُشدد فعاليات المجتمع المدني والجهات المعنية على ضرورة تفعيل الرقابة الصارمة على هذه الوحدات لضمان التزامها الكامل بتوفير بيئة عمل آمنة وصحية للعاملين، بما يتماشى مع القوانين والمعايير الوطنية والدولية ذات الصلة.

إن وقوع مثل هذه الحوادث يستدعي وقفة جادة من جميع الأطراف المعنية، من إدارات الشركات إلى الجهات الرقابية، من أجل تكثيف الجهود وتطبيق إجراءات وقائية فعالة تضمن سلامة وصحة العنصر البشري الذي يُعتبر الركيزة الأساسية في أي عملية إنتاجية. كما يؤكد على الحاجة الماسة إلى نشر ثقافة السلامة المهنية بين العاملين وتزويدهم بالتدريب والتوعية اللازمين للتعامل مع المخاطر المحتملة في بيئة العمل.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً