قررت مناضلات من مختلف الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان وخارجه، توحيد صفوفهن للوقوف في وجه عمليات إغراق لوائح النساء بترشيحات على المقاس، بغض النظر عن وجود الكفاءة من عدمها.
وبحسب ما أوردته يومية “الصباح” في عددها الصادر ليوم الثلاثاء 12 غشت 2025، فقد قررت منتميات إلى مجموعة من الأحزاب الترافع من أجل ضمان رفع تمثيلية النساء لأزيد من الثلث، في أفق المناصفة، على أساس عدم زرع “مقربات” من الأمناء العامين للأحزاب في آخر ثوان قبل إيداع الترشيحات، بمبرر عدم توفر الأحزاب على قوائم من يملكن القدرة على تدبير العمل البرلماني.
وأوضحت اليومية أن النساء، سواء اللواتي يتم وصفهن بالمناضلات، أو الأطر المتميزة بالكفاءة، رفضن كل عملية “تدليس سياسية” من قبل زعماء وأمناء الأحزاب السياسية، بوضع مرشحات بناء على القرابة البيولوجية أو “المعرفة” أو “الصداقة”، كما هو حاصل الآن في البرلمان بغرفتيه.
وأضافت الجريدة أن هذه العملية التي تكررت خلال الاستحقاقات السابقة أغرقت البرلمان بنساء منهن من أظهرن قلة كفاءاتهن، فيما صمتت الأخريات عن الكلام طيلة 4 سنوات، مشيرة إلى أن من هؤلاء من تحاول اليوم إقناع أمناء أحزابهن بمنحهن فرصة ثانية لكي يقدمن أفضل ما لديهن، لأن التجربة الحالية اكتسبن منها الشيء الكثير، وقد يكن مفيدات، ليس فقط للأحزاب، بل لمؤسسة البرلمان أيضا، إذ يصعب عليهن خوض تجربة الترشيح الميداني بالدوائر المحلية.
وأوردت “الصباح” أن هؤلاء “المناضلات” يتذرعن بغياب تكافؤ الفرص بين أعيان ومحترفي الانتخابات من الرجال، الذين يصرف بعضهم الملايير لربح مقعد في البرلمان، ويستعيدون أموالهم، وهذا ما لا يمكن أن يقمن به، لأنهن بعيدات عن الفساد، ولم يسبق أن توبعت إحداهن بتهمة اختلاس أو تبديد أموال عمومية، والتلاعب في صفقات عمومية، أو نهب المال العام.
وأضافت اليومية أن النساء المتميزات بالكفاءة، قررن الوقوف في وجه هذه المساعي، حيث تداولن فكرة إبعاد المسنودات من “مالين الشكارة” من ممولي الأحزاب أو الانتخابات في دوائر كثيرة، وكذا “المعروضات” في آخر دقيقة من اللواتي يخوض لأجلهن، بعض زعماء وقادة الأحزاب، معركة استقطاب لتأثيث المشهد الحزبي والبرلماني بوجوه معروفة ألفها المواطنون، من كل المجالات.
وفي محاولة لوضع حد لهذه التحركات، كشفت اليومية أن منظمات مدنية نسائية وحقوقية ستقدم، بعد نهاية العطلة الصيفية، مطالبها لدى الأمناء العامين للأحزاب، من أجل تشجيع الحضور النسائي اللافت، وضمان أحقية اللواتي يملكن المؤهلات والكفاءات المطلوبة للترافع عن توجه أحزابهن وعن مواقفها، عوض منح التزكيات لـ “المقربات” أو اللواتي يحظين بالسند القوي، من خلال القرابة البيولوجية، أو الدعم المالي والنفوذ الانتخابي.
التعاليق (0)