أشعل الدولي المغربي أشرف حكيمي موجة إعجاب واسعة في الأوساط الرياضية الأوروبية، بعد تألقه اللافت هذا الموسم رفقة نادي باريس سان جيرمان، ما دفع كبريات الصحف الفرنسية والإسبانية والإيطالية إلى توحيد عناوينها تقريباً حول فكرة واحدة: “حكيمي يستحق الكرة الذهبية”. ولم يقتصر هذا الاهتمام على التغطية الخبرية، بل تعداه إلى نقاش تحليلي غير مسبوق بشأن دور اللاعب المغربي في إعادة تعريف مركز الظهير الأيمن.
في فرنسا، أشاد المحلل الرياضي كيفن دياز عبر منصة RMC Sport بحكيمي قائلاً إنه أحدث ثورة حقيقية في مركزه، مضيفاً أنه لو كان له حق التصويت في الكرة الذهبية، لمنح صوته لحكيمي دون تردد. واستند دياز إلى أرقام لافتة حققها اللاعب، من بينها تسجيل 10 أهداف وتقديم 14 تمريرة حاسمة، إضافة إلى تأثيره الحاسم في المباريات الكبرى، سواء على المستوى المحلي أو الأوروبي. من جانبه، تساءل المعلق الرياضي جان‑ميشيل لاركيه في البرنامج الشهير “Rothen s’enflamme” عن الغياب المتكرر للمدافعين عن قوائم المرشحين النهائيين للكرة الذهبية، معتبراً أن تكريم حكيمي سيكون تذكيراً بأن كرة القدم لا تختزل فقط في المهاجمين الذين يحملون الرقم 9 أو 10، بل هي لعبة جماعية تتطلب أداءً متكاملاً من كل المراكز.
الصحافة الإسبانية بدورها لم تفوّت الفرصة للثناء على حكيمي، إذ نقلت منصة Rue20 تصريح اللاعب نفسه بأنه يشعر بالفخر لاعتبار الناس له مرشحاً حقيقياً لنيل الكرة الذهبية، مؤكداً أن ذلك شرف كبير له. أما صحيفة La Razón فقد ذهبت إلى الإشادة بالدور الريادي لحكيمي داخل المنتخب المغربي، ليس فقط من حيث الأداء الفني بل كذلك من حيث مساهمته في تعزيز صورة المغرب كبلد يستثمر في الرياضة ويُكوّن نجوماً قادرين على التنافس على أرفع الجوائز العالمية.
الضفة الإيطالية من التغطية الصحفية لم تكن أقل حماساً، فقد ذكرت صحيفة L’Équipe أن حكيمي بات في طليعة الأسماء المرشحة للفوز بالكرة الذهبية الإفريقية لهذا العام، بل وأحد المرشحين الجادين للكرة الذهبية العالمية، خصوصاً بعد مساهمته الفعالة في تتويج باريس سان جيرمان بلقب دوري أبطال أوروبا 2025، حيث بصم على أداء قوي في المباريات النهائية وساهم في الحسم.
الصحافة الدولية كذلك انضمت لجوقة المادحين، حيث نقلت صحيفة Daily Post Nigeria عن حكيمي قوله إنه يشعر بالشرف إزاء اعتقاد الناس بإمكانية تتويجه بالكرة الذهبية، فيما وصفت منصة SportBible اللاعب بأنه تجاوز التوقعات، وفرض اسمه ضمن قائمة الصفوة بعد موسم ناصع البياض مع ناديه ومنتخب بلاده.
ويرى الخبراء أن ما يميز حكيمي ليس فقط الأرقام، بل الثورة التكتيكية التي أطلقها في مركز الظهير، بعدما استطاع الجمع بين الأدوار الدفاعية والهجومية بكفاءة نادرة، ليُحدث تحولاً في النظرة إلى هذا المركز الذي كان في السابق يعتبر ثانوياً أمام مراكز الهجوم. كما أن إحصائياته الهجومية تجاوزت تلك التي يحققها عدد من المهاجمين، ما يُعزز من حظوظه ضمن قائمة المرشحين. وإلى جانب أرقامه، برز حكيمي كعنصر حاسم في البطولات الكبرى، سواء في قميص باريس سان جيرمان أو مع المنتخب الوطني المغربي، وهو ما يجعله محل تقدير متزايد من الاتحادات الدولية والصحافة المختصة.
الخلاصة التي أجمع عليها محللون ومتابعون من مختلف الدول، أن أشرف حكيمي لم يعد مجرد مرشح رمزي أو استثناء نادر، بل أصبح اسماً مطروحاً بجدية للمنافسة على الكرة الذهبية، في زمن قلّما يُمنح فيه هذا التتويج للاعبين من مراكز غير هجومية.
التعاليق (0)