agadir24 – أكادير24/وكالات
“تأكدوا من الأمر… إذا هاجمت الولايات المتحدة إيران، فإنها ستنخرط في حرب إقليمية مشتعلة لا محالة”. بهذه العبارة الصريحة، قرع ليون بانيتا، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ووزير الدفاع الأسبق، ناقوس الخطر، محذرًا من مغبة الانزلاق نحو صراع مفتوح في الشرق الأوسط قد تكون كلفته باهظة على واشنطن والمنطقة بأسرها.
جاء هذا التصريح خلال مقابلة مع شبكة CNN، وسط تصاعد حاد في التوترات بين إيران وإسرائيل، ومع دخول الصراع بين الجانبين يومه العاشر، في وقت تتجه فيه أنظار العالم نحو قرار البيت الأبيض، وتحديدًا الرئيس دونالد ترامب، بشأن التدخل العسكري المباشر ضد طهران.
ضربة قد تُشعل الحريق الكبير
بانيتا لم يخفِ قلقه من تكرار أخطاء الماضي، مستحضرًا الغزو الأمريكي للعراق قبل عقدين، والذي وصفه بـ”الخطأ الفادح” الذي أغرق الولايات المتحدة في مستنقع دموي طويل الأمد. وقال بالحرف: “إذا قرر الرئيس دخول مواجهة مع إيران، فعليه أن يعلم أنه يفتح بابًا لحرب إقليمية ستجرف الولايات المتحدة دون شك”.
وبرأي بانيتا، فإن ضربة جوية ضد إيران – حتى وإن بدت محدودة – لن تمر مرور الكرام، بل ستكون كافية لإشعال فتيل الرد الإيراني، وفتح جبهات لا تُحمد عقباها، من الخليج إلى العراق، ومن اليمن إلى لبنان، مرورًا بمصالح أمريكية منتشرة في عمق المنطقة.
إيران مستعدة للرد… والمنطقة على حافة الهاوية
لا تخفي طهران استعدادها للرد الصارم على أي اعتداء أمريكي. وقد سبق أن توعدت بأن أي استهداف مباشر لأراضيها سيقابل بهجمات تطال القواعد الأمريكية وحلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، وهو ما يجعل أي مغامرة عسكرية “لعبة بالنار”، حسب مراقبين.
ويزداد المشهد تعقيدًا مع تصاعد الحرب الجوية بين إسرائيل وإيران منذ 13 يونيو الجاري، حيث تقول تل أبيب إنها استهدفت مواقع إيرانية لمنعها من تطوير أسلحة نووية. في المقابل، تؤكد إيران أن برنامجها سلمي، متسلحة بعضويتها في معاهدة حظر الانتشار النووي، على خلاف إسرائيل، التي يُعتقد أنها تملك ترسانة نووية غير معلنة.
حرب بوجهين: سياسي وعسكري
ليس الخطر فقط في الانفجار العسكري، بل في التبعات السياسية والاقتصادية التي قد تنهك الولايات المتحدة داخليًا. فالانخراط في حرب جديدة سيعيد للأذهان عقدًا من الاستنزاف في أفغانستان والعراق، ويواجه الداخل الأمريكي بمزيد من الانقسام والضغط المالي، ناهيك عن فقدان المصداقية الدولية.
من يضرب إيران… يفتح بوابة الجحيم
في ظل هذا السياق المتفجر، تبدو كلمات بانيتا رسالة تحذير أكثر من مجرد رأي شخصي. فالشرق الأوسط اليوم ليس كما كان في 2003، وإيران ليست دولة معزولة. وأي رهان على تدخل أمريكي حاسم قد يُغرق المنطقة في حرب لا هوادة فيها، وقد تكون الولايات المتحدة أول من يدفع ثمنها سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.
التعاليق (0)