استياء واسع يرافق عودة السلوكيات غير المرغوبة إلى حديقة “بلفيدير” بكورنيش أكادير

أكادير والجهات

agadir24 – أكادير24

شهدت حديقة “بلفدير” بكورنيش مدينة أكادير، نهاية الأسبوع المنصرم، سلوكات أثارت استياء العديد من المتتبعين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تم توثيق مشاهد لمواطنين يجلسون ويتناولون الطعام داخل فضاء الحديقة، بالرغم من وجود لافتات واضحة تمنع ذلك.

وأعادت هذه المشاهد إلى الواجهة الحديث عن مدى احترام بعض المواطنين لقوانين استعمال المرافق العمومية، خصوصا الفضاءات الخضراء التي تم إنشاؤها حديثا في إطار برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير.

وتعد حديقة “بلفيدير” من المشاريع التي تم تأهيلها وافتتاحها قبل حوالي سنة فقط، وذلك في إطار الجهود المبذولة لتحسين جاذبية المدينة وتوفير فضاءات بيئية وترفيهية لساكنة أكادير وزوارها.

ورغم كل هذه المجهودات، لا تزال بعض السلوكيات غير المسؤولة تسيء إلى صورة هذه المشاريع وتعكس غيابا مقلقا للوعي لدى فئة من المواطنين.

الصور التي تم التقاطها يوم الأحد 13 يوليوز الجاري، والتي انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت بعض الأشخاص يجلسون على العشب ويتناولون الطعام، في تحد واضح للتعليمات المعلنة، التي تمنع الجلوس أو الأكل داخل الحديقة حفاظا على نظافتها وجماليتها.

وقد أثارت هذه التصرفات موجة من التعليقات المستنكرة، التي عبر فيها كثيرون عن خيبة أملهم من عودة مثل هذه الممارسات التي سبق أن أفسدت عدة مشاريع مماثلة في المدينة.

واعتبر عدد من المواطنين والفاعلين المحليين أن مسؤولية الحفاظ على الحدائق العمومية لا تقع فقط على عاتق السلطات أو الجهة المكلفة بتدبير هذه الفضاءات، بل هي مسؤولية مشتركة تتطلب وعيا مجتمعيا كبيرا، إذ لا يعقل أن تصرف الملايين لتأهيلها ثم تحول بعد فترة قصيرة إلى مساحات مهملة أو ملوثة بسبب تصرفات فردية.

وفي هذا السياق، طالب المواطنون بضرورة تدخل الجهة المكلفة بتدبير حديقة “بلفدير” من خلال تعيين حارس أو أعوان مراقبة، بهدف فرض احترام القانون ومنع تكرار مثل هذه التصرفات التي تسيء للمدينة ولجهود التنمية التي تبذل بها.

ومن جهة أخرى، اقترح مواطنون آخرون تعزيز الحملات التحسيسية المرتبطة بالحفاظ على الفضاءات العامة، وخلق ثقافة مدنية تضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار.

وتأتي هذه الحادثة في الوقت الذي تشهد فيه عاصمة سوس تنفيذ مشاريع كبرى لتحسين المشهد الحضري والبيئي، ما يجعل الحفاظ على هذه المنجزات ضرورة ملحة لضمان استدامتها ونجاحها، إذ لا يمكن الحديث عن تنمية حقيقية دون انخراط فعلي من المواطن، الذي يعد شريكا أساسيا في أي عملية إصلاح أو تطوير.