أطلقت الولايات المتحدة، فجر اليوم السبت 21 يونيو 2025، ست قاذفات استراتيجية من طراز “بي-2” الشبحية في اتجاه جزيرة غوام بالمحيط الهادئ، في تحرك عسكري لافت رصدته أنظمة تتبع الطيران، وسط تصاعد حدة التوتر في الشرق الأوسط واحتمال انخراط واشنطن في الحرب بين إسرائيل وإيران.
وتُعد قاذفات B-2 القاذفات الوحيدة القادرة على حمل القنبلة العملاقة المدمّرة للتحصينات GBU-57 المعروفة بـ”MOP” أو “أم القنابل الخارقة”، وهي قنبلة موجهة بدقة صممت خصيصًا لاختراق المنشآت المحصنة تحت الأرض، على غرار المنشأة النووية الإيرانية “فوردو”، التي تقع داخل جبل وعلى عمق مئات الأقدام.
وكانت القوات الجوية الأمريكية قد أعلنت منذ عام 2015 أن هذه القنبلة مصممة لتدمير أسلحة الدمار الشامل المحمية بشكل شديد، مما يجعل تحريك هذا النوع من القاذفات إشارة صريحة إلى استعداد عسكري أمريكي متقدم لأي تطورات ميدانية محتملة.
وتزامن هذا التصعيد مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد فيها أنه سيتخذ قرارًا خلال أسبوعين بشأن انخراط الولايات المتحدة في الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، تاركًا العالم في حالة ترقب بين خيارين: مسار دبلوماسي سريع أو تدخل عسكري محتمل إلى جانب إسرائيل.
وكانت الحرب الجوية قد اندلعت يوم 13 يونيو الجاري عندما هاجمت إسرائيل مواقع إيرانية حساسة، مبررة ذلك بمحاولة منع طهران من تطوير أسلحة نووية. وتُعد إسرائيل القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط – رغم أنها لم توقّع على معاهدة عدم الانتشار النووي – في حين تؤكد إيران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، كونها طرفًا موقعًا على الاتفاقية الدولية ذاتها.
وتُشير تحليلات إلى أن المنشأة النووية الإيرانية في “فوردو” تُعد من أبرز أهداف إسرائيل المحتملة، وأن بقاءها سليمة قد يُسهم في تسريع البرنامج النووي الإيراني، وهو ما قد يدفع تل أبيب إلى استخدام كل أوراقها لإيقاف ذلك، بما في ذلك التنسيق مع حليفتها واشنطن إذا لزم الأمر.
التعاليق (0)