انتشرت مؤخرا ظاهرة تسجيل المحاورة الغنائية(تنضامت) في مجال ترويسا بشكل يثير فضول المتلقي المتخصص، الشيء الذي يدفعه الى طرح اسئلة رغبة في مساءلة الظاهرة ودواعيها.
صحيح ان هذا القالب الفني لصرف اغاني بخطابات عاطفية غالبا معروف وازدهر في ثمانينيات القرن الماضي اذ نجد العديد من الفنانين المشاهير قد نسجوا على هذا المنوال، مع تسجيل ملاحظة وسمت الظاهرة هي طغيان المحاورات بين الجنسين ، ويرجع ذلك الى كون المبتدئات من الفنانات يستهلن مسارهن بهذا اللون الغنائي قبل تسجيل انتاجات فردية . بمعنى ان العديد من الفنانات اعتبرن تجربة “تنضانت ” مع أحد المشاهير مقدمة لامتلاك ناصية الإنتاج الفردي ،لذلك وجدنا في الساحة “رايسات ” سجلن على هذا المنوال مع فانين أمثال الحاج محمد الدمسيري ، لحسن اخطاب ،بلفقيه،امكرود …، وبعد كورنا تحديدا سجل الفنان بويسموميين جل اعماله رفقة عبد السلام أمنتاك في هذا النمط وفي مواضيع مختلفة.
وعودة النظم في قالب تنضامت حاليا أملته في اعتقادي جملة من الشروط منها:
- غياب المدارس المعروفة بكل فنان في الثمانينيات سواء بالدشيرة او مراكس او الدارالبيضاء حيث زعيم المدرسة يسجل مع احدى تلميذاته تشجيعا لها وتحفيزا لخوض غمار الرحلة في “عالم امارك “.
- اللجوء الى تنضامت لتخفيف أعباء وميزانية التسجيل التي اصبح الفنان يتحملها في غياب شركات التسجيل .
- تضامن بعض الفنانين المشهورين مع فنانات او فنانين غابوا عن الساحة لظروف خاصة ويمكن ادراج نموذج الفنان الحسين امراكشي الذي برز اسمه مؤخرا مع العديد من الفنانات والفنانين ..
ومهما يكن فالظاهرة صحية وبامكانها ان تعيد للمهنة سمة التضامن التي تكاد أن تغيب في ظل الانغماس الذاتي .
=============بقلم :(محمد ايت بن علي )============
التعاليق (0)