الرايس بوبكر انشاد عندليب الاغنية الامازيغية في سوس وحكيم الشعراء

الرايس بوبكر انشاد عندليب الاغنية الامازيغية في سوس وحكيم الشعراء ثقافية

agadir24 – أكادير24

  ذ.محمد بادرة

نيتشه والموسيقى

         (يرى نيتشه ان الدافع الكبير للحياة هو الفن الذي تمثل الموسيقى الجزء   الكبير منه والتي تعبر عن ارادة القوة والاحساس الباطن والابداع الفني الكامل).                    

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشعر اوالغناء هو احد الفروع الرئيسية في عائلة المأثورات الشعبية ويعد من اقدم الفنون الادبية حتى انه استطاع بقوة شيوعه ان يغطي على باقي الاجناس الادبية الاخرى وخاصة في سوس حيث الشعر والغناء هما اداتان فنيتان رئيسيتان يعبر بهما الفرد عن انشغالاته الوجودية ومعاناته اليومية ومعتقداته الروحية ومن الاسماء الفنية الخالدة في ذاكرة الانسان الامازيغي السوسي: الرايس بوبكر انشاد – الرايس الحاج بلعيد – الرايس ازعري – الرايس البصير – الرايس مولاي موح – الرايس سيدي حمو الطالب – جانتي ..وبعدهم جاء الخلف الخالد من رواد فن الغناء والشعر من امثال واهروش – الدمسيري – امنتاك- سعيد اشتوك – ..وكلها اسماء لنجوم مضيئة في سماء الشعر والاغنية الامازيغية وهي التي بنت عروشها الفنية بالفطرة والكلمة الشاعرية الصادقة كما ارجع احد الكتاب الكولونياليين شيوع الشعر والغناء عند ساكنة اهل سوس خاصة والامازيغ عامة الى اعتبار الامازيغ “امة الشعر” تتنفس الشعر وتتواصل بلغة الشعر وتضرب الامثال بالشعر (فالأمازيغ شعراء والشعر جزء من حاجياتهم) – اميل لا ووست E – Laoust  

ان الشاعر والناظم والمغني الامازيغ(انظام – امدياز- الرايس..) هم بخلاف الادباء والشعراء الكلاسيكيين الذين ينتشلون انفسهم من الوجود اليومي ويحشرون ذواتهم في زاوية ضيقة وفي مناخ نفسي ذاتي مفصول عن الذات الجماعية عكس الشاعر الامازيغي الذي يتجاوز ذاته المفردة ليحتضن عالمه الشعري ذوات الاخرين ممن يتقاسم معهم الحياة والحزن والفرح والامل والالم ومادة التشكيل الشعري في نظمهم هي الانسان في منظومة علاقاته المجتمعية وما يحيط به من بيئات اجتماعية وثقافية وروحية ولغوية. والقصيدة الامازيغية (تقصيت ) هي سريعة التغير لطبيعتها الشفاهية.. قد يحصل فيها التغيير والتحريف والاضافة والنقص عبر عمليات الانتقال من جيل الى جيل او من منطقة الى اخرى ومن سوق لغوية وثقافية الى اسواق اخرى، لذا فان المدون من الاشعار الامازيغية قليل جدا بالمقارنة مع ما هو مروي ومتداول شفاهيا الا ما دونه بعض الكتاب والمحققين وبعض المستشرقين الكولونياليين، منها على سبيل المثال لا الحصر كتابات واعمال ستوم Stumme(1985)-اميل لاوستE-Laoust (1940)– جوستينار Justinard (1930) كالان برنيت  Galand_Pernet(1972).

الشعر الامازيغي المتداول في سوس لا ينفصل عن الغناء(ءامارك) ولا يستقل عن الرقص الجماعي (احواش) لأنه لا يكتسي قوته واشعاعه الا بحضور الجمهور، فهو ليس فنا نخبويا بل هو حاجة انسانية وهو فن مندمج في المناخ الثقافي وفي الحياة اليومية للإنسان والمجتمع.. يحضر ويقام ويقدم في الحفلات والاحتفالات والمواسم والمهرجانات والاعراس.. وفضاؤه المقدس هو(ءاسايس) وهو مكان خاص ومخصص للشعر والشعراء وللغناء والرقص الجماعي وفيه يتلقى الجمهور الفاعل والمتفاعل والمنفعل ثقافة جمالية وفنية وقيما انسانية نبيلة فينفعل ويتفاعل ويشجع وينتقد بوسائل وطرق عديدة كالولولة والزغرودة او الصفير.

يتميز الشعر الامازيغي في سوس بغنى المعجم الشعري ورمزية الصورة الشعرية من تشبيه ومجاز وخيال شعري كما ان تراكيب وبناء القصيدة تخضع لقوانين النظم والوزن فالشاعر قبل ان يغني القصيدة يبدا بلحن او الحان متعددة تسمى (ءاستار ) حيث يتجول عبر الانغام والالحان المشهورة حتى يصل الى اللحن الذي وضعه للقصيدة تم يليه (الليللة) التي تقوم في هذا الشعر الغنائي مقام التفاعيل في الشعر العربي ويقال له (تالالايت).

الرايس بوبكر انشاد .. قصة ولادة في قالب حكائي  

هناك حكاية قديمة ترويها نساء المنطقة عن سيدة يئست من الحياة والعيش بدون ابناء ويئست من الزوج الذي يعاملها بازدراء واحتقار لعجزها عن الانجاب وسبق لها ان جربت كل الوصفات التقليدية المتبعة لأجل الحمل لكن دون جدوى,, ونصحتها نساء القبيلة ان تزور احد الاولياء وتقضي ثلاث ليال بجوار ضريحه للاستجداء والمناجات والتضرع الى الله تعالى ان يرزقها طفلا .. تمنت السيدة ان يكون حافظا لكتاب الله (ءامحضار) وان تعذر ذلك ان يصير شاعرا مغنيا (الرايس).

هذه الحكاية تصدق على سيرة وحياة فناننا الذي ولد وعاش حياة اليتم وينتمي الى اسرة مشهود لها بالعلم والجاه لكن بوبكر انشاد لم يختر الاستمرار في طريق العلم والعمل وانما انزاح عن هذا الطريق بعد ان ارتاح  قلبه للشعر والغناء وبرع فيهما حتى عد من اساطين الشعر والغناء الامازيغي واسس مدرسة غنائية تعلم منها جيل بكامله من الشعراء والمنشدين والمغنيين والراقصين هواة ومحترفين فاستحق ان يخلد اسمه وشعره في ذاكرة اهل سوس.

هو بوبكر بن احمد نايت الطالب ولد بدوار القصبة بمنطقة انشادن قبيلة شتوكة التابعة لدائرة بيوكرى اقليم شتوكة ايت باها اختلف عن تاريخ ميلاده في اواخر القرن التاسع عشر (ما بين 1870 و1895) وكانت اسرته ميسورة الحال ولها شهرة وسط القبيلة وفي طفولته الاولى ولج الابن المسجد والكتاب وفيهما تعلم القراءة وحفظ القران الكريم وعاش حياة هادئة في وسطه الاسروي حتى بلغ سن 12 من عمره وحينئذ سيتعرض  لليتم مما سيؤثر على توازنه النفسي والعاطفي ويشعر بالوحدة والعزلة واختلال في الرابطة الاسرية احسته بالضياع فبحث عن طريقة تمكنه من تخفيف مضاعفات اليتم فلم يجده الا في الغناء والرقص فمال للرباب اكثر من الكتاب وفضل اسايس أوحواش على البيت والاسرة وترك مجالس العلم والحفظ الديني لينصرف الى حفلات الشعر والغناء والتي كان يواظب على حضورها والمشاركة في طقوسها الى ان التحق بفرقة (ءيهياضن) التي سحرته بإيقاعاتها ورقصاتها البهلوانية تم انقطعت اخباره عن اسرته واصدقائه وبلدته وكانت هذه الفترة حاسمة في صقل مواهبه الفنية والشعرية خصوصا بعد مرافقته لمجموعة من الشعراء والروايس الذين جاب معهم الكثير من المدن المغربية وخصوصا الصويرة ومراكش وقدم للجمهور لأول مرة في ساحة جامع الفنا حتى وصل خبره الى اهله وابناء بلدته فسافرت والدته لأجل استرداده واعادته الى مسقط راسه. ولما اعيد قسرا الى بلدته الاصلية انشادن لم يستطع ان يتخلى عن هوايته فعاد اليه الحنين لمزاولته هوايته المفضلة فانصرف من جديد الى احواش وفن الروايس حتى داع صيته اكثر بين الناس وترددت اغانيه واشعاره في كل بيت وساحة (ءاسايس) وعرس ومهرجان وموسم واحتفال يستلذ بصوته ويستمتع بلحنه ويستدل بحكمه واقواله. انه عندليب الاغنية الامازيغية.

انشادن ..منجم المعادن الفنية النفيسة

انشادن هي كلمة دالة على المكان الذي له الفضل في صقل موهبة الفنان، وانشاد هو اسم علم مؤنث من (نشد) ومعناه رفع الصوت عند قراءة الشعر (الانشاد) اما اصطلاحا فالإنشاد هو الغناء بدون موسيقى بالاعتماد فقط على صوت المنشد مع بعض المؤثرات الصوتية ويماثل (انشاد) في ابداعه الفني شخص (امدياز) بالأطلس المتوسط الا انه هو شاعر اكثر منه مغن يقوم بنظم وانشاد مطولات شعرية ذات طابع ملحمي ومضامين دينية واجتماعية واخلاقية. ولقد عرف الاستاذ محمد شفيق (انشادن) باسمهم المستعار من العربية والذي سموا به انفسهم وهم قلما يستعملون الات الطرب وانما ينشدون شعرهم انشادا كما قد يستغني الشاعر عن الردادين فيتخذ لنفسه كمانا كالة لترداد شعره ولكن لا يخطر لأي منشد ان يستعمل مزمارا خشية التشبه بامديازن. وانشادن لا يقولون الاشعار المتفرقة ولكن ينظمون القصائد ولا يتغزلون الا نادرا واغراض شعرهم في اكثر الاحيان دينية او سياسية (عمر امرير) – امالو – من الفنون الشعبية

عاش الرايس بوبكر انشاد في منطقة زاخرة برواد فن الغناء(الروايس) والرقص (احواش) وهي منطقة مشهود لها بإنجاب اهرامات في الغناء والشعر والرقص من امثال الرايس بوبكر انشاد – الرايس جانتي – الرايس سعيد اشتوك.. اضافة الى العديد من الفرق الفولكلورية والغنائية التقليدية والعصرية.

بوبكر انشاد كان فنانا مبدعا متكامل الاركان صوتا وغناء وكلمة ولحنا ورقصا.. كان يبدع الكلمات ويلحن القصائد ويعزف على الالة وقائدا للأوركسترا الغنائية وكان يساعده في ذلك كل من صديقيه الحسين اباشا من تين القايد (العازف على الة الوتر) ومولاي موح القادم من تازروالت (العازف على الة الرباب) وعرف عن الرايس بوبكر انشاد انه بارع في العزف على الكمنجة كما يتقن الضرب على الطارة (تالونت) مما يؤكد انه يجيد الغناء والعزف والرقص في ان واحد وهذه العبقرية الفنية وضعته في مرتبة الريادة بين اقرانه من شعراء عصره الذين تفوق عليهم… وتروى عنه حكايات كثيرة في براعته ورشاقته وطول نفسه حتى النساء عجزن عن ذلك واعتبرنه فريد عصره

بوبكر انشاد شاعر الغزل والحكمة

يعد الشعر الامازيغي – باعتباره وحدة ادبية- لسان حال امة باسرها ووعاء تاريخيا لما حصل من احداث ومن ملاحم وبطولات ومكارم الاخلاق ويتضمن الشعر الامازيغي في طياته القيم والاعراف والتقاليد الامازيغية العريقة وكان للشعراء والفنانين الامازيغ من امثال الرايس بوبكر انشاد والرايس بلعيد الدور الكبير في استعادة القصيدة والاغنية الامازيغيتين عافيتهما عبر تشكيل وصياغة هوية شعرية امازيغية ومدرسة فنية غنائية تتغنى بالحياة والحب والفناء الابدي وتدعو الى مقاومة وتحدي الظروف الاجتماعية والسياسية.. لذلك يعد الشعر الغنائي الامازيغي في سوس ابرز حامل لغوي اساسي لتاريخ الامازيغ وثقافتهم.

 شعر الرايس بوبكر انشاد يحمل رؤية فلسفية غنية بالحكم والامثال وله رسالة فنية واجتماعية ممزوجة بتجاربه الذاتية وتتنوع موضوعاته من الحب والحرية والهوية الى الموت والمصير الاخروي، ويلجا الرايس بوبكر انشاد في اشعاره وقصائده الى اللغة الفنية الغنية المليئة بالرموز والتشبيهات والاستعارات في وصف احاسيسه ونقل القيم الاخلاقية والثقافية التي تمثل جزءا اساسيا من الهوية الامازيغية.

ونظرا لتشبعه بالثقافة الدينية فان العالم الشعري عند الشاعر يغوص في عمق الذات الانسانية وتجاربها الروحانية وكان التغني بالقيم الدينية وبعالم الاخرة من ابرز مضامينه الشعرية فجاء افقه الشعري مغرقا بجماليات الادب الروحي الرباني (قصيدة ءامحضار).

الرايس بوبكر انشاد كان يجمع في قصائده بين شعر الحب والغزل من جهة وشعر الحكمة من جهة ثانية لأنه شاعر مرهف الاحساس يحس بأزمة روح  الحياة في عصره وينقل هذه الازمة الى اطار الفن وكانه يعكس رؤية هيغل الذي يرى الفلسفة بمثابة الفكر الذي يفكر وهو نوع من الفكر الذي يحس بالأشياء احساسا جماليا. وهكذا اجتمع في شعره خطان متوازيان خط اول يؤدي الى الاحساس بالحياة عبر الحب، وخط ثان يؤدي الى الاحساس بالفناء والموت والحساب.

احتل موضوع الغزل والحب في شعره مكانة مهمة، ففي شعره حب المرأة وحب الحياة هو حب غير خاضع لشهوة زائدة او نزوة زائلة وانما هو حب مصاغ في تصور جمالي يجسد علاقة المرأة بالرجل من خلال علاقته بالحياة وكانه يصاحبه احساس غريب بقصر الحياة ولهذا يحاول ان يتعايش مع الغناء ويتلذذ بحياة الحب في شعره.

ماخ ءا لموت  لليغ  ءا تاويت ءيهواوين 

فكيغ ءاك لمان ءار غويغ  اوداد  نكرفت  

فلسفة حياته تحمل صورا كلها معاني انسانية تأسر القارئ ليس فقط بلحنها ولغتها وصورها وانما بفلسفتها للحياة فلسفة تصارع الموت وتنقاد لما تبقى من هذه الحياة حتى يستمتع بها الانسان ويحس بما فيها من جمال وحب لكنه لم يقف فقط عند موضوعات الغزل والحب ولم ينسى بلده ووطنه بل تطرق في بعض قصائده الى اوضاع الوطن فنقل ما شاهدته عينيه وما سمعته اذنيه من احداث مؤلمة جراء سياسة المستعمر في ترهيب وتقتيل الناس الابرياء التواقين للحرية والاستقلال، ودعا في قصائده الى الوحدة ونبذ الضغائن والاحقاد واقبار الصراعات القبلية لقطع الطريق على المستعمر واذنابه

وا نا  دار  كماس ءيحضوت  دونيت ءاياد   (من له اخ او شقيق  فليذخره  الدنيا هكذا)

قصيدة (ءامحضار) او الرحلة الخيالية الى العالم الاخر

قصيدة (ءامحضار) هي قصة شعرية غنائية عن طالب علم (ءامحضار) تفرغ للعلم وحفظ وقراءة القران الكريم .. توفي والديه فعاش حياة اليتم وهو لا يستطيع ان يعوض فراقهما الا بالدعاء وقراءة القران.. وتمر الاعوام والاعوام ويموت الابن ويلتحق بأبويه في العالم الاخر ولما وصل الى علمه عبر احذى الجاريات الحوريات ان ابويه قابعان في النار تضرع الى الله تعالى ان يعفو عنهما وجاءه الرد ان الله تعالى قد عفا على احدهما وكانت امنيته ان يراهما معا في الجنة. وما ان وصل الى باب جهنم حتى استفسره خازنها انه لا يليق به ان يكون في هذا المكان لأنه حافظ لكتاب الله (ءامحضار) غير انه طلب من خازن النار ان يخرج له ابويه من عذاب النار وما ان رآهما حتى انكرهما لبشاعة صورهما وبعد انكار وسؤال ويقين تعرف عليهما غير ان خازن النار لم يسمح الا لواحد منهما بالخروج وهنا يدور حوار انساني عاطفي بين الاب والام كل منهما يريد للأخر ان يخرج ودار بينهما حوار مؤثر وخصوصا مشهد المفاضلة بين من سيخرج من النار ويعيش في الجنة ومن سيبقى في جهنم وهو مشهد يعطي صورة عن العلاقة الانسانية التي تجمع الرجل بشريكة حياته وهي قصة شعرية فيها ما يكفي من الحكم والامثال والتقوى ما يثري الفكر والعقل والروح وانها لقصة شعرية شبيهة في فلسفتها وحكمتها برسالة الغفران للشاعر ابو العلاء المعري.

قصيدة (ءامحضار) هي ملحمة شعرية وصل الينا منها ما يقارب 120 بيتا شعريا اوردها الكاتب الفرنسي المستمزغ روني باسى RENE BASSET سنة 1879 بعنوان Poème de Sabi وقام بعد ذلك بتحقيقها ودراستها هنري باسى في كتابه Essai sur La LITTERATURE   DES BERBERES وغناها الرايس بوبكر انشاد في قصيدة عنوانها (ءامحضار) واعطاها بعدا دينيا واخلاقيا ووشحها بصور اسطورية على شاكلة اسطورة حمو ءونمير .. وبدأها كما يلي :

لقيصت  ن  يان  ءومحضار ءور تكي  لكذوب

ءيموت  بباس د  ءيميس ءيكا  لغريب

ءار يقرا  ءايليغ  ءيصحا  ءيس حسان لكتوب

ءيفات  ما فات    ءيدا  س غيلي كولو  ن – قصاد

لخبار ن بباس د  ءيميس  لكمنتيد

بباس د  ءيميس لان غ  ءوكنسان  لعذاب

… ءيك  ءار  يان  واس ءيفتو  ءار ءيمين  لعذاب

يوفان  خزين ءوالنار  كاورن  غ  ءيمين  لعذاب

ءامحضار مسكين  ءيساولن ءينا  يسند

ولخبار  لوالدين ءاغد  ءيكان  ءاضار س غيد

….ويستمر الحوار بين ءامحضار وخزين النار

هي قصة شاعرية تجنح بنا الى العالم الاخر عالم الجزاء الاخروي حيث الجنة والنار جسدها فنيا (ءامحضار) عبر رحلة خيالية الى العالم الاخر الى عالم ما بعد الموت مشابها بذلك رحلة مثل رسالة الغفران للمعري والكوميديا الالهية لدانتي

واجمل ما في هذه القصيدة الشعرية هو ذلك المشهد الانساني والحوار المؤثر بين الابن وابويه وخصوصا مشهد الاختيار بين من سيبقى في النار او من سيرافق الابن الى الجنة انه مشهد يعطي صورة عن قوة العلاقة الانسانية التي تجمع بين الرجل وشريكة حياته في ثقافتنا الامازيغية المغربية الاصيلة

ان قصائد الرايس بوبكر انشاد تعبر عن الاحساس الباطني الاصيل والابداع الفني الكامل عكس ما هو عليه الفن الغنائي اليوم ..فن مسه الفساد وضرب المجتمع في العمق ..فساد مس التربية والثقافة والسلوك لأنه خال من القيم …فلنعود الى الفطرة الفنية والفن الاصيل   والرايس بوبكر انشاد من صناع هذا الفن الاصيل في ثقافتنا الامازيغية .                                                               

التعاليق (0)

اترك تعليقاً