هل يُشبه ترامب يوليوس قيصر؟ فورين بوليسي: “ترامب أخطر من أباطرة روما”

خارج الحدود

agadir24 – أكادير24

أثارت مجلة Foreign Policy الأميركية جدلًا واسعًا في عددها الصادر نهاية يونيو 2025، بعد نشرها مقالًا تحليليًا بعنوان:
“ترامب ليس مثل قيصر… بل أخطر منه”.. حيث قارن كاتب المقال بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والإمبراطور الروماني الشهير يوليوس قيصر، معتبرًا أن الرئيس الأميركي ترامب يُجسد ملامح ما وصفه بـ”القيصرية الأميركية”، وهي حالة سلطوية تستغل أدوات الديمقراطية لتفكيكها من الداخل.

جذور المقارنة بين ترامب وقيصر

تشير المجلة إلى أن تشبيه ترامب بقيصر الروماني ليس جديدًا، بل يعود إلى بدايات رئاسته الأولى، حيث رآه البعض مخلصًا لأميركا من النخب التقليدية، بينما حذّر آخرون من تحوله إلى حاكم استبدادي يهدد النظام الديمقراطي.

لكن المقال يذهب أبعد من مجرد التشبيه، ويؤكد أن ترامب لا يحتاج إلى انقلاب عسكري أو سيوف لكي يهدم النظام الجمهوري، بل يعتمد على أدوات النظام نفسه: الانتخابات، القضاء، وسائل الإعلام، والمؤسسات الفيدرالية – ليعيد توجيهها نحو خدمة مشروعه الشخصي.

خلاف جوهري بين القيصرين

في تحليله المفصل، يرى الكاتب أن يوليوس قيصر – رغم تجاوزه لبعض صلاحياته – ظل يتحرك داخل منطق الدولة الرومانية التقليدية، وسعى إلى إصلاحها. أما ترامب، فكان منذ البداية يسعى إلى تفكيك المؤسسات الأميركية الراسخة، على رأسها:

  • القضاء المستقل.
  • أجهزة الرقابة.
  • وسائل الإعلام.
  • وحتّى قواعد التداول السلمي للسلطة.

ويضيف أن قيصر اعتمد على انتصاراته العسكرية لتوسيع سلطته، بينما يعتمد ترامب على خطاب التخويف والشعبوية، عبر تصوير “العدو الداخلي” كخطر يتهدد الأميركيين: المهاجرون، الصحفيون، الدولة العميقة، النخبة، الديمقراطيون.

القيصرية الأميركية… لا انقلاب ولا جيش

يشير المقال إلى أن ترامب لا يسعى إلى تكرار نموذج ديكتاتور كلاسيكي، بل يؤسس لما يسميه بعض المفكرين الأميركيين بـ”القيصرية الناعمة”، وهي:

  • توسيع مفرط للسلطة التنفيذية.
  • التشكيك في نتائج الانتخابات.
  • إصدار قرارات كاسحة عبر الأوامر التنفيذية.
  • تحييد القضاء وتهديد استقلاليته.

وهذا النوع من التسلط، حسب Foreign Policy، لا يتطلب دبابات، بل يتغذى على فقدان الثقة داخل النظام الديمقراطي نفسه.

خطر ترامب على النظام الجمهوري

خلاصة المقال أن ترامب ليس مجرد سياسي مثير للجدل، بل هو تهديد حقيقي لما تبقى من التوازن بين السلطات في أميركا. فبخلاف قيصر، الذي أسس لإمبراطورية جديدة، يعمل ترامب على إعادة تدوير الجمهورية الأميركية كمنصة لحكم فردي “يبدو ديمقراطيًا لكنه يخلو من جوهر الديمقراطية”.

🔗 نقلاً عن: Foreign Policy، عدد 30 يونيو 2025، مقال “Trump Isn’t Like Caesar — He’s Worse”