مغاربة العالم يواصلون التألق… تكريم السفير فارس ياسر في الأرجنتين

أخبار وطنية

بقلم : أحمد بومهرود باحث في الإعلام و الصناعة الثقافية

في لحظة مُفعمة بالدلالات، حاز سفير المغرب في الأرجنتين، فارس ياسر، جائزة “قادة التحول في أمريكا اللاتينية – نسخة 2025” خلال حفل رسمي احتضنه مقر الكونغرس الأرجنتيني. وتتجاوز قيمة هذا التتويج رمزيته البروتوكولية، إذ يشكّل اعترافًا دولياً بتميز الدبلوماسية المغربية وبحضور المغاربة المشرف أينما حلوا وارتحلوا—خلقًا وصدقًا والتزامًا.

  • اعتراف لاتيني بدبلوماسية مغربية هادئة وفعّالة

تُمنح الجائزة من مجلس النواب الأرجنتيني ومجلس نواب مقاطعة سانتا كروز، لوجوه تركت بصمتها في الفضاء اللاتيني عبر أخلاقها ومبادراتها ورؤيتها التغييرية. ومثلما أكد المنظمون، فإن تتويج فارس ياسر جاء «مستحقًا» لمسار مهني نموذجي ساهم في الدفع بعلاقات المغرب والأرجنتين نحو آفاق جديدة، وفي دعم الحوار الإقليمي وتعزيز التعاون المتعدد الأطراف.
هذا الاعتراف يكرّس صورة المغرب كفاعل دولي يفضّل الدبلوماسية الذكية والهادئة، القائمة على المصداقية والعمل المتواصل، بعيدا عن الضجيج، وقريبا من الشعوب ومن أولويات التنمية المستدامة.

  • المغاربة… سفراء القيم قبل أن يكونوا سفراء مناصب

لا يمكن قراءة هذا التتويج بمعزل عن السمعة الطيبة التي يتمتع بها المواطن المغربي عبر العالم. فمن سفارات المملكة إلى جالياتها المنتشرة في القارات، يظل المغاربة بشهادة شركاء دوليين أوفياء لقيم الأخلاق والصدق والعمل الجاد والانفتاح.
إن إشادة دبلوماسيين عرب وأفارقة وآسيويين وأوروبيين وأمريكيين لاتينيين، خلال الحفل، ليست سوى امتداد لصورة المغرب والمغاربة: أمة صناعة الجسور، لا صناعة المتاريس؛ أمة الحوار، لا المواجهة؛ أمة المبادرة، لا الانتظار.

  • الدبلوماسي… فاعل في التحول لا مجرد ناقل رسائل

في كلمته، عبّر السفير فارس ياسر عن فخره بهذا التتويج الذي “يمثل تكريمًا للمغرب”، مؤكداً أن الدبلوماسي فاعل أساسي في صناعة التحول من خلال المبادرات والأفكار والمشاريع التي تمس المجتمع، سواء في بلد الاعتماد أو البلد الأم.
وهو قول ينسجم مع التحول النوعي الذي عرفته الدبلوماسية المغربية خلال السنوات الأخيرة، حيث لم تعد مهمتها تنحصر في نقل المواقف الرسمية، بل صارت قوة اقتراحية فاعلة في تعزيز التعاون جنوب جنوب، والدفاع عن القضايا العادلة، وتقديم نموذج معتدل عملي في العلاقات الدولية.

  • مكاسب رمزية وسياسية

يحمل هذا التتويج أكثر من دلالة:

  1. تأكيد الحضور المتزايد للمغرب في أمريكا اللاتينية، وهي منطقة استراتيجية تعزز فيها المملكة تعاونها بشكل ملحوظ.
  2. اعتراف دولي بالقيم الأخلاقية التي تجمع بين الفرد المغربي ومؤسسات الدولة المغربية.
  3. تقدير لنجاح المغرب في بناء دبلوماسية حديثة قائمة على النجاعة والاستباقية والعمق الثقافي والإنساني.
  4. تسليط الضوء على تأثير المملكة في مجال التنمية البشرية والحوار الإقليمي.
  • تتويج يليق بالمغرب وأبنائه

إن تتويج فارس ياسر ليس تكريمًا لشخص فحسب، بل هو تكريم لمدرسة كاملة اسمها المغرب، ولشعب عُرف بثقافته الرفيعة، وانفتاحه الإنساني، واحترامه للآخر، وقدرته على التألق أينما حلّ وارتحل.
إنه تتويج يعيد التذكير بأن المغاربة، بفضل أخلاقهم وصدقهم واجتهادهم، يصنعون الفارق في كل فضاء يصلون إليه تمامًا كما يفعل سفراؤهم، الرسميون منهم وغير الرسميين، في أنحاء العالم.