عبر عدد من المصطافين بشاطئ أكادير عن امتعاضهم الشديد من غياب الماء الدافئ في المرافق الصحية العامة، سواء في أماكن الوضوء أو في حمامات الاستحمام التي تكلف 8 دراهم للاستعمال.
وأكد مرتادو الشاطئ أن هذا الوضع يتسبب، بين الفينة والأخرى، في وقوع مشاحنات وتوترات مع المستخدمين، خصوصا في أوقات الذروة حين يزداد الطلب على الماء الدافئ لأغراض النظافة أو الوضوء، فيما عبر البعض عن إحساسهم بالتهميش، خاصة حين يطلب منهم دفع مقابل لخدمة ناقصة أو غير متوفرة أصلا.
وفي المقابل، تتوفر المرافق نفسها على جناح خاص يحمل لافتة “VIP”، يتيح استعمال الماء الدافئ مقابل 30 درهما، وهو ما وصفه المواطنون بكونه “تمييزا غير مقبول” في فضاء عام يفترض أن تكون فيه الخدمات الأساسية متاحة للجميع دون استثناءات طبقية.
وفي هذا السياق، عبر عدد من الزوار عن رفضهم لما أسموه بـ “تسليع الحاجات الأساسية”، مشددين على أن خدمات مثل الماء الدافئ ليست ترفا بل ضرورة، خاصة في فصل الصيف ومع ارتفاع أعداد الزوار.
وأضاف هؤلاء أن الفارق الكبير في الأسعار بين الخدمة الأساسية و”الخدمة الخاصة” لا يعكس العدالة الاجتماعية، ولا ينسجم مع روح الفضاءات العمومية.
ورغم الجهود المبذولة من قبل مجلس جماعة أكادير، والتي تشمل مجانية مواقف السيارات وتوفير خدمات شاطئية متنوعة، إلا أن مسألة المرافق الصحية تظل تجربة سيئة بالنسبة للعديد من المصطافين، الذين أكدوا أن توفير خدمات بسيطة وبأثمنة معقولة لا يجب أن يتحول إلى مطلب استثنائي، بل يجب أن يكون جزءا من تصور شامل يستجيب لتطلعات الجميع.
وفي ضوء هذا الوضع، تتعالى الأصوات المطالبة بتدخل عاجل من الجهات المسؤولة، لضمان توفير الماء الدافئ في كافة المرافق الصحية بالشاطئ دون تمييز، وبأسعار تناسب القدرة الشرائية للجميع، معتبرين أن السياحة الداخلية ليست مجرد أرقام، بل تجربة حية تنعكس فيها جودة الخدمات على راحة المواطن وصورته عن المدن التي يزورها.