ما هكذا يؤتى النصر أيها المخلصون!

a 34 كُتّاب وآراء

إن عدم وصول الثورة الفلسطينية إلى مستوى يضمن النصر لا يعود إلى انطلاقتها الأولى بما حملته من طاقات نضالية، حماس ثوري، ومسلكية ثورية قويمة ؛  بل إلى عدم استمرارية و نضوج ما التحق بها من جهود، من جانب من يعتبرون أنفسهم في رأس الهرم من ناحية التحليل والفهم والتوجيه والتنظيم والتخطيط.

على مرّ التاريخ لم يكن النصر دوماً حليف الجبهة صاحبة الحق، وإنما تلك التي تكون جديرة بالنصر. فهل جبهتنا الفلسطينية اليوم جديرة بالنصر؟.

لا يخفى وجود ترهل في مختلف الفصائل التحررية على الساحة الفلسطينية من يسارها إلى يمينها، فقد باتت المصالح والمنافع الشخصية هي الطاغية على سلوك العديد من العناصر من قادة وأعضاء. وهذا الترهل يتطور ويودي بالفصائل إلى الفشل والانهيار بشكل تدريجي. بمعنى آخر فإن النخبة القيادية للمجتمع الفلسطيني في طريقها إلى التمزق والانهيار.

من أبرز عوامل النصر في أي معركة أن يكون القائد مقاوم بين جنود الوطن، وما يحدث اليوم يجعلنا نموت شوقاً لأشخاص لن يعودوا وأيام عسى أن تعود.

انحرف المسار .. وأصبحنا في زمن الشرفاء فيه يُعدمون، وبريء من يمارس الشذوذ الوطني !

كيف يمكن أن يؤتى النصر، ونخبة النخبة القيادية للمجتمع تمارس خطيئة الانقسام، وتميل يوماً بعد يوم نحو انفصال الضفة عن قطاع غزة ؟!.

خطيئة الانقسام أربكت الكل الفلسطيني في جميع المناحي السياسية، الاجتماعية، الثقافية وحتى الاقتصادية. ولكن مهما عقدتموها ستبقى بالنسبة للفلسطيني قضية واضحة: تحرير واستقلال كامل للبلاد.

الفلسطيني الذي انتصر في معركة البوابات الالكترونية بالمسجد الأقصى، وذلك صاحب القضية الواضحة والالتزام الأبدي الذي يعمل بوضوح وإخلاص على مسار الوحدة والنضال وحده الجدير بالنصر، فطوبى لذلك الفلسطيني، ولكل فلسطيني واضح.

 

فادي قدري أبو بكر

كاتب وباحث فلسطيني

[email protected]

التعاليق (0)

اترك تعليقاً