سعيد الغماز-كاتب وباحث
شرعت إسرائيل مدعومة من أمريكا، هجوما مدمرا على إيران في فجر 13 يونيو. ما وقع في اليوم الأول من الهجوم، يعكس أن الخطة تم الاعداد لها منذ سنوات، ولا ينتظر كيان الاحتلال سوى نقطة الصفر والضوء الأخضر من أمريكا.
هجوم إسرائيل على إيران كانت له ثلاثة أهداف: تفكيك البرنامج النووي الإيراني – تدمير برنامج تطوير الصواريخ وأخيرا استسلام إيران وخضوعها للشروط الأمريكية. والاستسلام يعني ببساطة سقوط النظام الإيراني، أو على أقل تقدير دخول إيران مرحلة عدم الاستقرار السياسي والأمني.
كان من بين الأهداف التي فشلت فيها الضربة في أول يوم من الهجوم، اغتيال مرشد الثورة علي خامنئي أو رأس الأخطبوط كما تسميه أمريكا. لكن هذا الفشل لم يمنع الرئيس الأمريكي ونتانياهو من تحديد أهداف الحرب في القضاء على النظام الإيراني، إلى جانب تدمير برنامجه النووي وقوته الصاروخية.
كان سيناريو الحرب على إيران يقوم على أساس التفوق الجوي الإسرائيلي وقدرته على تدمير جميع المؤسسات العسكرية والاستراتيجية في عمق التراب الإيراني. وفي المقابل، تتمتع إسرائيل بمنظومة دفاعية تحمي سمائها من الصواريخ الإيرانية. هذه المنظومة مكونة من أربع طبقات، على رأسها القبة الحديدية ومنظومة “ثاد” الأمريكية.
هذا السيناريو يعني قدرة إسرائيل على إلحاق أضرار كبيرة بالمقدورات العسكرية الإيرانية، مقابل عجز إيراني كبير عن إيصال ولو صاروخ واحد لإحداث ولو أضرار هامشية. سيناريو يفضي بالضرورة إلى استسلام إيران ورفعها الراية البيضاء.
لكن نجاح الجيش الإيراني في أول تجربة لصاروخه الجديد والاستراتيجي الذي يحمل اسم خيبر، وينتمي لمنظومة صواريخ الفرط صوتي، أي الصاروخ الذي تفوق سرعته سرعة الصوت، أربك سيناريو الحرب الذي أعدته إسرائيل بمعية أمريكا. كما أن هذا السلاح الجديد أربك جميع حسابات الخبراء العسكريين في أمريكا وفي دولة الاحتلال.
ويعود سبب هذا الارتباك، إلى قدرة هذا الصاروخ الاستراتيجي على اختراق المنظومة الدفاعية الإسرائيلية بطبقاتها الأربعة، وتدمير الهدف بدقة. وبمجرد نجاح أول صاروخ في إصابة هدفه، انقلبت المعادلة، وأصبح كيان الاحتلال يتعرض لضربات مدمرة في عمقه الاستراتيجي. تمكنت إيران بسلاحها الجديد من تدمير أيقونة الصناعة الحربية الإسرائيلية معهد وايزمان، وأكثر من 100 مؤسسة عسكرية، ومقر المخابرات. كما أرسلت إيران، بفضل سلاحها الجديد، رسالة واضحة لكيان الاحتلال عن قدرتها ضرب العمق الاقتصادي بعد استهدافها بورصة تل أبيب.
نجاح أول تجربة للصاروخ الإيراني “خيبر” الفرط صوتي، كان وراء مطالبة إسرائيل أمريكا بالتدخل لإنقاذها من هذا السلاح الاستراتيجي الإيراني، وفرض إيقاف الحرب. علما أنها هي من بدأتها، وهي من حددت هدفها في إسقاط النظام الإيراني وتدمير قدراته العسكرية.
وبعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، حرصت إيران على بعث رسالة لكيان الاحتلال قُبيل دخول وقف إطلاق النار بدقائق معدودات، حيز التنفيذ. الرسالة هي صاروخ واحد من نوع خيبر، وصل هدفه بدقة، ودمر مبنى مخلفا قتلى وجرحى في صفوف الكيان. ورغم تكتم الجيش الإسرائيلي على خسائره، فقد اضطر للاعتراف بأربعة قتلى والعديد من الجرحى.
هي رسالة إيرانية تقول إن قوتها العسكرية ما زالت تحتفظ بقوتها، وأن القادم سيكون أسوء على كيان الاحتلال.
التعاليق (0)