في قلب مدينة أكادير، العاصمة السياحية للمغرب، حيث تتلألأ الشواطئ وتزدهر المشاريع التنموية، برزت قضية شاذة تُهدد سمعة القطاع السياحي وتُثير استياءً واسعًا. ففي شارع محمد الخامس، وعلى مقربة من فندق شهير، تحوّل مطعم كان في السابق وجهة عائلية ومساحة ترفيهية للأطفال، إلى فضاء عشوائي يستغل بشكل غير قانوني لتقديم خدمات الشيشا وأنشطة مشبوهة أخرى.
المشروع، الذي يفتقر لأبسط شروط ممارسة النشاط التجاري، يستغل مساحات شاسعة من الملك العمومي والخاص دون أي سند قانوني. يتم تحويل هذه المساحات إلى طاولات لتقديم الشيشا لزبائن يتوافدون على المكان حتى ساعات الصباح الباكر، في تحدٍ صارخ للقوانين التي تمنع تقديم الشيشا أصلاً.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الممارسات المتهورة في هذا الفضاء تُشكل خطرًا حقيقيًا على سلامة المواطنين والزوار. فالاعتماد على الفحم في إعداد المأكولات دون اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، يُهدد بوقوع حرائق قد تكون نتائجها وخيمة، خاصة وأن المكان لا يلتزم بأي من معايير السلامة المعمول بها. كما يتم استخدام الكهرباء والماء بطرق غير شرعية، مما يُضيف جريمة أخرى إلى سجل مخالفات هذا المكان.
هذا الوضع غير المقبول، الذي يُشوه صورة أكادير كوجهة سياحية آمنة ومنظمة، أصبح حديث الرأي العام المحلي ومهنيي القطاع السياحي. الجميع يترقب تدخلًا عاجلًا وحاسمًا من السلطات المحلية والأمنية لوضع حد لهذه الفوضى، وتطبيق القانون على كل من تسوّل له نفسه استغلال الفضاءات العامة بطريقة غير شرعية. فصورة أكادير السياحية تستحق أن تُحمى من كل ما قد يُشوهها أو يُقلل من جاذبيتها.
ترى، هل ستتدخل السلطات لوقف هذه التجاوزات وحماية سمعة أكادير كوجهة سياحية رائدة؟ أم سيستمر هذا الوضع الشاذ في تحدي القانون وإثارة الجدل؟
التعاليق (0)