أرخاوي: تيميزار 2025 يعزز إشعاع تزنيت كعاصمة وطنية للفضة ويُطلق دينامية إنتاج وترويج غير مسبوقة (+فيديو)

أكادير والجهات

agadir24 – أكادير24

أطلق مهرجان تيميزار للفضة في دورته الثالثة عشرة دينامية شاملة لإعادة هيكلة وتثمين الصناعة الفضية بتيزنيت، عبر ربط الحرفة بإطار تنموي متكامل يراهن على المنظومة الإنتاجية والابتكار والترويج المحلي والدولي، في نسخة متميزة حضيت بالرعاية الملكية السامية.

وأكد عبد الحق أرخاوي، رئيس جمعية تيميزار ورئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة سوس ماسة، في حوار خصّ به موقع أكادير 24 من قلب المعرض، أن مهرجان هذه السنة بلغ مرحلة النضج، ويشكل انطلاقة حقيقية نحو الاحتراف في تنظيم التظاهرات التراثية ذات الأثر الاقتصادي، مشددًا على أن الشعار الدائم “الصياغة الفضية: هوية، إبداع وتنمية” يعكس البعد العميق للمهرجان.

وأوضح أرخاوي أن النسخة الحالية ارتكزت على إبراز سلسلة إنتاج الفضة كاملة، من مراحلها الأولى المرتبطة بالمواد الخام، إلى الإبداع والتصميم والصناعة والترويج، داخل منظومة متكاملة (Écosystème) تم تجسيدها ميدانيًا عبر فضاء خاص ضم إبداعات الصناع المحليين، وورشات حية، وأدوات وتقنيات حديثة تدمج بين الحرفية التقليدية والذكاء الصناعي.

وأشار إلى أن المعرض استقطب أزيد من 80 عارضًا وعارضة في مجال الحلي والصناعة التقليدية والمنتوجات المجالية، ضمن فضاءات مفتوحة للعموم، وشهد مشاركة صناع من مختلف جهات المملكة، مما خلق تنافسًا إيجابيًا شريفًا ساهم في رفع جودة المنتوج.

كما احتضن المهرجان سهرات فنية كبرى بمشاركة فنانين وطنيين، وعروض فروسية (تبوريدة) لها ارتباط بالتراث المحلي، وندوات أكاديمية هامة ناقشت مستقبل الحرف الفضية وإكراهاتها، بمشاركة باحثين وأساتذة جامعيين مغاربة وأجانب. وقد تميزت الندوات، حسب أرخاوي، بطرح حلول آنية ومستقبلية، وعرض أرقام مشجعة من طرف دار الصانع تؤكد أن تيزنيت هي قبلة الفضّة المغربية بامتياز.

وتوقف أرخاوي عند الأثر الاقتصادي المباشر للمهرجان، مشيرًا إلى أن الفنادق والمقاهي والأسواق والمرافق عرفت اكتظاظًا كبيرًا، كما تم تشغيل عشرات الشباب في التنظيم والمواكبة الميدانية. وأضاف أن الجمعية أطلقت استمارات تقييم تُعمم على الزوار، تساعد في فهم مواطن القوة والضعف قصد التحسين المستمر للنسخ المقبلة.

وفي ما يخص دعم الحرفيين، أبرز أرخاوي أن المهرجان نقل الصنّاع من منازلهم إلى فضاءات مهنية مجهزة، وساهم في تحسين ظروف الإنتاج والتسويق، خصوصًا بعد الإعلان الرسمي من طرف كاتب الدولة عن إحداث محطة خاصة بتوفير المادة الخام للفضة، ما يضمن التزود المنتظم والسلس في ظروف تحترم السوق وتراعي السعر العالمي.

كما شدد المتحدث على ضرورة الانتقال إلى الرقمنة والترويج العالمي، كاشفًا عن تخصيص ركن خاص في المعرض لتصوير المنتوجات (Shooting) بطريقة احترافية، ومرافقة الصنّاع لإنشاء مواقع وصفحات تسويقية. وأضاف: “نعمل حاليًا على إدماج الذكاء الاصطناعي في التصميم، لما يوفره من إمكانيات هائلة للتطوير والابتكار”.

وفي ما يتعلق بالمنافسة الأجنبية، اعتبر أرخاوي أن الحلي الفضية المحلية أكثر قيمة واستدامة من المنتوجات الصناعية المستوردة، لكونها مرتبطة بالهوية والثقافة المغربية، وتشكل استثمارًا عائليًا متوارثًا عبر الأجيال، مشددًا على أن الحلي التيزنيتية ليست مجرد زينة، بل ذاكرة ورأسمال رمزي واقتصادي.

وأكد أن المجهودات متواصلة لتحصين المنتوج المحلي من القرصنة الثقافية، حيث تم تسجيل عدد من التقنيات التقليدية ضمن لوائح اليونسكو، آخرها تقنية “الطلاق الزجاجي”، في حين يجري الاشتغال على ملفات جديدة لحماية عناصر إضافية من التراث اللامادي المرتبط بصناعة الفضة بتيزنيت.

وختم أرخاوي تصريحه بالتأكيد على أن تيزنيت تسير بثبات نحو العالمية، بفضل التعاون بين الجمعية، الغرفة المهنية، والسلطات المحلية، ومؤسسات الدولة، مؤكداً أن “الرؤية واضحة، والطموح هو جعل المدينة محطة دولية متميزة في تصدير الحرف التراثية المغربية بجودة عالية وهوية أصيلة”.

إعداد: فريق تحرير أكادير 24
التحرير: عبد الله بن عيسى
الحوار: عبد الجليل الشاهي
التصوير والمونتاج: المصطفى أومشيش

التعاليق (0)

اترك تعليقاً