بقلم: أحمد بومهرود باحث في الإعلام و الصناعة الثقافية
في لفتة إنسانية أثارت إعجاب الجميع، جلس السيد سمير اليزيدي، عامل إقليم قلعة السراغنة، على الأرض للاستماع إلى هموم وتطلعات مجموعة من شباب الإقليم من ذوي الاحتياجات الخاصة، في مشهد جسّد القرب من المواطنين والتواضع النابع من الإحساس الحقيقي بمسؤولياته تجاه المجتمع. هذه اللحظة لم تكن مجرد لقاء روتيني، بل رسالة قوية عن أهمية الاستماع المباشر وصوت المواطن في صُنع القرارات الإدارية والتنموية.
- نبذة عن السيد سمير اليزيدي ومساره المهني
وُلد السيد سمير اليزيدي في 2 يناير 1962 بالرباط، وحصل على الدكتوراه في القانون العام من جامعة محمد الخامس بالرباط. بدأ مساره المهني سنة 1986 كمكلف بمهمة لدى الوزير المنتدب المكلف بالتخطيط، قبل أن يمتد نشاطه إلى عدة وزارات والى ديوان الوزير الأول في 1994.
حظي اليزيدي بثقة مولوية سامية، فتم تعيينه عاملاً على إقليم تيزنيت في 10 ماي 2012، ثم عاملاً على إقليم بنسليمان في 20 غشت 2018، والآن عاملاً على إقليم قلعة السراغنة. مسيرته المهنية تشهد على تميزه وإتقانه لمهام المسؤولية في كل الأقاليم التي عمل بها، مما يعكس تجربة متراكمة من الحكمة الإدارية والقدرة على قيادة فرق العمل وتحقيق نتائج ملموسة على مستوى التنمية المحلية.
- نموذج القيادة الإنسانية والإدارية
تجسد لفتة السيد اليزيدي في قلعة السراغنة دمج الإنسان بالإدارة؛ فهو ليس مجرد مسؤول يتابع الملفات من مكتبه، بل قائد يشارك الناس همومهم ويستمع إليهم بانتباه وصدق. هذا النهج يعكس فلسفة عمله العميقة القائمة على القرب من المواطنين وفهم الواقع المحلي عن كثب، وهو ما يعزز الثقة بين الإدارة والساكنة.
وجود السيد اليزيدي بين مسؤولي الإقليم المحليين، من رؤساء جماعات وبرلمانيين وأعضاء مجلس الجهة، يُعد جسرًا للتواصل وتبادل الخبرات، ما ينعكس إيجابًا على تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الإقليم. قدرته على نقل احتياجات المواطنين وتطلعاتهم إلى المركز الحكومي في الرباط تعكس مستوى عاليًا من الحنكة الإدارية والرؤية الاستراتيجية.
- أثر القيادة على التنمية المحلية
في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الإقليم، يظهر تأثير القيادة الحكيمة في تحسين الظروف المحلية. فالتواضع والشجاعة والرؤية العميقة للسيد اليزيدي تمكّنه من اتخاذ قرارات حاسمة وتنفيذ مشاريع تنموية، ما يساهم في تعزيز الاستقرار وتحقيق رفاهية المواطنين.
النجاحات التي حققها السيد اليزيدي لم تقتصر على الإدارة الصارمة للملفات، بل شملت بناء علاقات قوية مع المجتمع المدني والشركاء المحليين، الأمر الذي أسفر عن مشاريع ملموسة وتحسينات حقيقية في حياة السكان. سيرته المهنية المتميزة في كل الأقاليم التي عمل بها تجعل منه نموذجًا للتميز والاستمرارية في العمل الحكومي.
- رسالة للقادة والمواطنين
إن موقف السيد سمير اليزيدي في قلعة السراغنة هو أكثر من مجرد حدث إنساني؛ إنه درس في القيادة القائمة على التواضع والاحترام والاستماع الفعلي للمواطنين. يؤكد هذا المشهد أن المسؤول الناجح هو من يوازن بين القوة الإدارية واللمسة الإنسانية، وبين القرارات الاستراتيجية والقرب من الناس.
بهذا المعنى، يُعد السيد سمير اليزيدي رمزًا للالتزام والتميز في العمل الحكومي، ونموذجًا يُحتذى به لكل من يسعى إلى خدمة مجتمعه بصدق وإخلاص. اللقاء مع الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة في قلعة السراغنة يعكس حقيقة فلسفته في العمل: أن التنمية الحقيقية تبدأ بالإنصات، والتغيير يبدأ بالاهتمام بالإنسان قبل أي شيء آخر.
