حين أفشل الله خطط الحاقدين… المغرب ينجو من مؤامرة الفوضى قبيل كأس إفريقيا

أخبار وطنية

بقلم: أحمد بومهرود باحث في الإعلام و الصناعة الثقافية

بينما كانت أنظار المغاربة تتجه نحو التحضيرات الجارية لتنظيم كأس إفريقيا للأمم، التي يُرتقب أن تضع المملكة في واجهة الاهتمام القاري والدولي، كانت في الخفاء تُنسَج خيوطُ مخططٍ محبوك بإتقان، هدفه ضرب استقرار المغرب وتحويل لحظة الفخر الرياضي إلى لحظة فوضى وتوتّر.
غير أن ما خُطِّط له في الظل سقط قبل أن يرى النور، بعدما انكشفت خيوطه قبل انطلاق الحدث بثلاثة أشهر فقط، بسبب الوقفات الاحتجاجية السلمية الأخيرة.

  • مخطط الفوضى في زمن الفرجة

وفق معطيات وتحليلات متقاطعة، سعت أجهزة تابعة للنظام الجزائري إلى تهيئة “أرضية داخلية” داخل المغرب. وقد افتُضح أمر ذلك خلال الوقفات السلمية التي خرج فيها عدد من الشباب للتعبير عن مطالب اجتماعية مشروعة.
كان الرهان، كما توضح المؤشرات، هو تحويل المطالب السلمية إلى شرارة تُشعل اضطرابات منظمة في خضم كأس إفريقيا، لتُعرض أمام وسائل الإعلام العالمية على أنها “انفجار شعبي” يُوازي النجاح التنظيمي المغربي.
ولم يكن الهدف من ذلك فقط التشويش على صورة المغرب خلال البطولة، بل أيضًا ضرب الثقة الداخلية وزعزعة الأمن الاجتماعي، في لحظة كان فيها العالم يتحدث عن المغرب كقوة صاعدة إفريقيًا، ومستعدٍّ لاستضافة المونديال العالمي إلى جانب إسبانيا والبرتغال.

  • كيف كانت الخطة تُحاك؟

تشير المعطيات إلى أن المخابرات الجزائرية عملت لعدة أشهر على بناء شبكة مركّبة من الأذرع الإلكترونية والإعلامية والميدانية.
في الخارج، تم الاعتماد على فيالق إلكترونية ومنصّات إعلامية معادية للمغرب، يديرها بعض اليوتوبرز والصحفيين المقيمين في أوروبا، ممّن يُعرفون بعدائهم للمؤسسات المغربية أو فرّوا من العدالة لأسباب مختلفة. كان دور هؤلاء تضخيم أيّ تحرّك اجتماعي وتحويله إلى مادة تُغذي حملات التشكيك والإساءة.
أما داخليًا، فقد تم التركيز على عناصر انفصالية وبعض المرتبطين مباشرة بالنظام الجزائري، بهدف تغذية التوتر داخل بعض الوقفات السلمية ودفعها إلى منحًى تصعيدي.
بالإضافة لهؤلاء هناك جزائريين و الذي رفضوا بالمناسبة المشاركة في الإحصاء الوطني الأخير، في مؤشر على نيتهم البقاء خارج الأطر المؤسساتية الرسمية، تمهيدًا لاستخدامهم لاحقًا كأداة ميدانية.
وكان من المنتظر، حسب الخطة المزعومة، أن تدخل مجموعات جديدة إلى المغرب أثناء البطولة، تحت غطاء “الجماهير القادمة للتشجيع”، من الجزائر وتونس وبعض الدول الإفريقية التي تم استقطاب عناصر منها مقابل مبالغ مالية. الغاية كانت بسيطة: تحريك الشارع وافتعال مشاهد الفوضى أمام الكاميرات الدولية.

  • بين الفشل الجزائري والنجاح المغربي

لقد كانت “الفوضى المنتظرة” ورقة سياسية في يد النظام الجزائري، الذي وجد نفسه في مأزق داخلي خانق بعد فشله في الفوز بتنظيم كأس إفريقيا 2025، وفقدانه الكثير من المصداقية القارية.
فالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة في الجزائر، مقابل الدينامية الإصلاحية والتنموية في المغرب، جعلت المقارنة مؤلمة للنظام الجزائري، فاختار ( كما يقول المثل ) أن يُصدّر أزماته بدل أن يُصلحها.
لكن الله يفعل ما يشاء . فقبل ثلاثة أشهر من انطلاق البطولة، انكشف المخطط وسقط بالكامل، إذ بدأت الاحتجاجات السلمية قبل موعد البطولة، مما اضطر عملاء المخابرات الجزائرية، وخاصة داخل المغرب، إلى التدخل في بعض هذه الوقفات ومحاولة إثارة الفوضى وتخريب الممتلكات العامة والخاصة.
غير أن اليقظة الاستخباراتية المغربية نجحت في تفكيك الخيوط مبكرًا، بعدما تم رصد التحركات المشبوهة ومتابعة مصادر التحريض، سواء عبر الفضاء الرقمي أو في الميدان.
كما ساهم الوعي الشعبي في إحباط الخطة، إذ رفض المواطنون الانجرار وراء الشعارات التحريضية التي حاولت التسلل وسط الوقفات السلمية.

  • وعي وطني يجهض المؤامرة

لقد أثبت المغاربة من جديد أنهم أكبر من أن يُخدعوا بشعارات براقة. فالشعب الذي عاش تجارب مماثلة عبر العقود، أصبح أكثر إدراكًا لخطورة الركوب على مطالبه المشروعة.
ولذلك، حين حاولت بعض الجهات بثّ الفتنة عبر مواقع التواصل، كان الردّ وطنيًا راقيًا:
“نطالب بحقوقنا، لكننا نحمي وطننا.”
هذه المعادلة هي التي أسقطت المخطط برمّته قبل أن يبدأ.

  • المغرب… الدولة التي لا تُؤخذ على حين غِرّة

فشل المؤامرة ليس حدثًا عابرًا، بل رسالة سياسية وأمنية واضحة.
فالمغرب، بفضل مؤسساته ويقظة أجهزته وتلاحم قيادته مع شعبه، أثبت أنه يمتلك مناعة استراتيجية حقيقية.
لقد واجه البلاد حملات إعلامية متتالية وضغوطًا إقليمية متنوعة، لكنه في كل مرة كان يخرج أكثر قوة وتماسكًا.
اليوم، ومع اقتراب موعد كأس إفريقيا، يُدرك الجميع أن المعركة الحقيقية لم تكن في الميدان الرياضي فقط، بل في ميدان الوعي والسيادة والاستقرار.
وإن كانت الجزائر قد حاولت استهداف المغرب في لحظة فرح واحتفال، فإن النتيجة جاءت عكسية تمامًا: تعزيز الوحدة الداخلية، وفضح النوايا العدائية، وترسيخ صورة المغرب كبلد آمن ومستقر يسير بثبات نحو المستقبل.

  • خلاصة القول

لقد أراد خصوم المغرب أن يجعلوا من كأس إفريقيا لحظة انفجار، فحوّلها المغاربة إلى لحظة انتصار.
وحين يُفشل الله خطط الحاقدين، يبقى المغرب بلد الأمن، وقلعة الاستقرار في محيطٍ مضطرب، وشعبه
أوفى للوطن من كل المؤامرات.