جرعات من الخطر: عبوات غاز الضحك تغزو الفضاءات العمومية، وسط دعوات لتشديد المراقبة

مجتمع

نبه مجموعة من خبراء الصحة إلى توسع استعمال عبوات أكسيد النيتروز، الذي يعرف في الأوساط الشبابية بـ “غاز الضحك”، وتحولها من غاز يستعمل لأغراض طبية ومهنية دقيقة إلى مخدر رخيص يستهلك في الفضاءات العامة والمقاهي والملاهي دون رقيب ولا ضبط.

وحذر المختصون من أن هذا الغاز، على الرغم من مظهره البسيط، قد يؤدي إلى فقدان الوعي واختلال التنفس وتلف الأعصاب، وهي مضاعفات رصدتها تقارير طبية محلية ودولية خلال السنوات الأخيرة.

وأكد هؤلاء أن بعض الحالات تطورت إلى إعاقات دائمة، بينما انتهت أخرى إلى الوفاة بسبب الاستعمال المفرط أو غير المراقب، لافتين إلى أن التدخل المتأخر يشكل عاملا أساسيا في تفاقم المضاعفات وتحويل لحظات الترفيه المزعومة إلى مآس صحية حقيقية.

وتفاعلا مع هذا الموضوع، أرجع مراقبون الانتشار الواسع لأكسيد النيتروز إلى سهولة الحصول على العبوات عبر منصات التواصل الاجتماعي أو عبر شبكات بيع غير قانونية، مما يجعلها متوفرة بأسعار منخفضة تجذب المراهقين والشباب.

وإلى جانب ذلك، يسهم غياب الوعي بخطورة هذه المادة في إيهام المستعملين بأنها مجرد وسيلة للمتعة المؤقتة دون إدراك مخاطرها الصحية الحادة، خاصة في ظل بحث فئة من الشباب عن طرق بديلة للهروب من الضغوط النفسية والاقتصادية التي يواجهونها.

وفي ظل تنامي هذه الظاهرة، دعا المتفاعلون مع الموضوع وزارة الصحة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى إرساء خطة وطنية استعجالية لضبط تداول أكسيد النيتروز، تشمل تنظيم مسارات بيعه ومنع اقتنائه لأغراض غير طبية أو مهنية مشروعة، تجنبا لتحوله إلى مادة تخدير رخيصة متاحة للجميع.

وإضافة إلى ذلك، شدد المتحدثون على ضرورة رفع مستوى اليقظة داخل المقاهي والفضاءات العامة التي أصبحت منصات لترويج واستهلاك هذا الغاز، مؤكدين أهمية إطلاق حملات تحسيسية واسعة تستهدف المؤسسات التعليمية ومراكز الشباب والأسر، بهدف توعية الفئات الأكثر عرضة بالخطر الحقيقي الذي تخفيه هذه العبوات الصغيرة.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً