“المتفوقون في امتحانات الباكالوريا”، ولكن…؟؟؟

النتائج الرسمية أكادير والجهات

من غير المنطقي والمقبول أن يتم اختيار تلاميذ ونسميهم ” المتفوقون في امتحانات الباكالوريا ” بشكل أبعد ما يكون عن الإحترافية والاستقامة كما يتم ذلك الآن. ولعل هذه الاستفسارات التي تخالجني مبعثها حالة إحساس بنوع من الغبن والإحباط وخصوصا وأن المسألة فيها مس بنفسية التلميذ ولكن أيضا بنفسية الوالدين وبحالة الأسرة كلها حين يتعلق الأمر بحملة إشهارية لهؤلاء التلاميذ وملامستهم لعالم النجومية ولو لفترة قد لا تتجاوز بضعة أسابيع بعد تحرير نتائج الباكالوريا وصعود صداهم إلى أعلى مستويات الدولة.

ولعل أقوم طريق يمكن أن نسلكه لكي لا نخدش نفسية هذه الفئات من المجتمع وخصوصا مع تكاثر أعداد الحاصلين على هذه الشهادة, تكمن في أن يتم توزيع الناجحين حسب تخصصاتهم إذ لا يمكن مقارنة نقطة في تخصص بنفس النقطة في تخصصات أخرى. وعليه, لا يمكن أن نذكر متفوقا بنقطة معينة إلا ووجب ذكر التخصص العلمي للمتفوق. كذلك, لا يمكن أن تكون هذه العملية عادلة إلا بإعطاء التفوق هذا بعدا ترابيا واضحا من خلال ذكر الجهة ( المجالية ) التي ينحدر منها المتفوق انطلاقا من أن لكل جهة امتحانها الجهوي الخاص بها والذي ليس من اللازم أن يشبه الامتحانات في غيرها من الجهات. ولعل إجراءا كهذا سيعمل على وقف مصيبة أعظم حين يصبح مديرو الاكاديميات يتنافسون على الحصول على أعلى الرتب بناء على النتائج التي حصل عليها تلامذة جهتهم ولعل تسهيل اختبارات الباكالوريا ستمثل الطريق الأسهل للوصول إلى هذا الهدف بالنسبة للسادة المديرين. وقد لا نكون بعيدين عن الصواب إن أشرنا إلى أن نوعية تمدرس التلميذ ( المدرسة العمومية أو المدرسة الخصوصية ) تحدد بدرجة كبيرة مستوى النقط المحصل عليها. وبالتالي لا يمكن ذكر متفوق إلا ووجب أن نذكر نوعية وطبيعة تمدرسه إذ من المدارس الخصوصية من تكون أكثر سخاء في توزيع النقط على زبنائها عكس ما هو الحال بالنسبة للمدارس العمومية التي لا ترى في التلاميذ تلك البقرة الحلوب التي لاينضب لها ضرع خصوصا وأن أغلب مرتاديها من أبناء الطبقات الهشة الضعيفة والذين ” ليس فيهم ما يفيد مصا ” .

التعاليق (0)

التعاليق مغلقة.