في ظل العدوان المستمر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، من خلال محاولة إبادة شعب كامل و تدمير غزة عن كاملها و الكم الهائل من الهوان و الذل الذي تمر به أمتنا العربية ،قد يشعر البعض باليأس من إمكانية النهوض من جديد و هو شعور طبيعي في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة العربية والشعب الفلسطيني. فقد تعرض الشعب الفلسطيني لسنوات طويلة من الاحتلال والظلم والقمع، وتعرضت الأمة العربية لسلسلة من الهزائم والتراجعات. كل هذا يساهم في خلق حالة من الإحباط والشعور بالعجز لدى الكثيرين.
ولكن من المهم أن نتذكر أن الأمة العربية والشعب الفلسطيني لديهما تاريخ طويل من الصمود والمقاومة. فقد واجه الشعب الفلسطيني الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948، وظل صامداً أمام كل التحديات.
فمنذ عقود طويلة، مارس الاحتلال الإسرائيلي، أبشع أشكال الظلم والقمع ضد هذا الشعب الصامد الذي عانى من الحروب والنكبات والاحتلال والاستيطان والظلم ، مما أدى إلى تدمير بنية المجتمع الفلسطيني ،كما تعاني الأمة العربية من الانقسام والتخلف، مما جعلها عرضة للتدخل الأجنبي والاستغلال.
ولكن، مهما كانت الظروف صعبة، يجب ألا نفقد الأمل. فتاريخ الأمة العربية حافل بالنهوض والتقدم. ففي الماضي، استطاعت الأمة العربية أن تبني حضارة عظيمة، وأن تساهم في تقدم البشرية رغم كل الصعوبات التي واجهتها.
و كذلك في القرن التاسع عشر، كانت اليابان دولة متخلفة، وكانت أحوال شعبها مزرية. ولكن، بعد فترة من النهضة والتقدم، أصبحت اليابان اليوم واحدة من أقوى الدول في العالم.
وفي القرن التاسع عشر أيضًا، كانت ألمانيا مقسمة إلى دويلات صغيرة، وكانت أحوال شعبها غير مستقرة. ولكن، بعد فترة من النهضة والتقدم، أصبحت ألمانيا اليوم واحدة من أهم الدول الصناعية في العالم.
وإيطاليا كذلك، كانت في القرن التاسع عشر دولة ممزقة، وكانت أحوال شعبها غير مستقرة. ولكن، بعد فترة من النهضة والتقدم، أصبحت إيطاليا اليوم واحدة من أهم الدول في أوروبا
و من الأسباب التي أدت إلى نهضة هذه الأمم، أهمها:
■ وجود جيل من الشباب المخلص والمؤمن بوطنه.
■ وجود قيادة حكيمة وكفؤة.
■ وجود خطط وطنية طموحة وواقعية.
■ وجود دعم شعبي كبير
فإذا أرادت أمتنا العربية النهوض من جديد، فإن عليها أن تتوفر فيها هذه الأسباب، وأن تتعلم من تجارب الأمم الأخرى التي نجحت في النهوض.
لذلك فإن اليأس من إمكانية النهوض من جديد ليس مبررا
ولكن لتحقيق النهوض، لا بد من وجود إرادة قوية وعمل جاد من قبل الجميع. فنحن بحاجة إلى تغيير جذري في أفكارنا وسلوكنا، وإلى العمل معاً لتحقيق أهدافنا المشتركة.
بالعمل الجاد والمثابرة . كما نحتاج إلى الاستفادة من التجارب السابقة والتعلم منها، وإلى تطوير مجتمعاتنا
واليوم، هناك العديد من العوامل التي تبشر بالنهوض للأمة العربية. فهناك العديد من الشباب العربي المتعلم والمثقف، الذي يسعى إلى التغيير. .
لذلك، علينا أن نواصل النضال من أجل تحقيق أهدافنا، وأن لا نفقد الأمل في مستقبل أفضل.
وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكننا اتخاذها للنهوض من جديد:
● الإصلاح السياسي والاقتصادي: يجب أن نقوم بإصلاحات سياسية واقتصادية جذرية، من أجل بناء مجتمعات قوية وعادلة.
● التركيز على التعليم والمعرفة من أجل بناء جيل جديد من الشباب القادر على قيادة الأمة إلى التقدم فالمعرفة هي أساس النهوض والتقدم.
● التركيز على التنمية الاقتصادية. فبدون التنمية الاقتصادية، لن يكون هناك نهوض حقيقي.
إن تحقيق النهوض ليس بالأمر السهل،ولكنه ممكن إذا توفرت الإرادة والعزيمة و إذا عملنا معاً بجد وإخلاص.
عبد الكريم غيلان
مستشار تأمين و مالية
كاتب رأي