قد أكون ضمن أغلبية المغاربة الذين يجهلون لحد الساعة دول المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس أفريقيا لكرة القدم.نسخة 25..
لكن لا شكّ أنّ جميع المغاربة يعرفون ان المنتخب الجزائري قادم إلى المغرب للمشاركة في هذه المنافسة القاريّة لا لسمعته الريّاضيّة… أبداً.. بل لسمعته الغبائية كما هو جليُُّ وواضح من خلال هذا التصريح للاعبة الجزائرية لينا بوساحة :
نحن نستعد جيدا قبل السفر إلى البلد الآخر لخوض نهائيات كأس أمم إفريقيا”
حتّى الغباء يرفض ان يوصف به هذا التصريح مسجّلاً هنا بأن لا ذنب على هذه اللاعبة وغيرها من الريّاضيين ومن مختلف الفئات والهيئات مادام نظام الثنائي تبّون-شنقريحة قد حوّل ذكر اسم المغرب على لسان أيّ مواطن جزائري إلى جناية يعاقب عليها القانون إما بالسجن بوعلام صنصال أو التجريد من المسؤولية بالإقالة وغيرها.. وبيننا المدير العام للتلفزة الجزائرية بعد أن اذاعت خبر وصول المغرب إلى النصف النهائي لكاس العالم بقطر..
وبيننا إقصاء إسبانيا على يد ( المجهول)..
ومن باب التنكيت على غباء هذا النظام أنّ الآذان لصلاة المغرب بالجزائر هي على الشكل التالي
( آذان الصلاة بين العصر والعشاء)
لذلك أؤكد مرة أخرى أن هذه اللاعبة كانت مجبرة على ترديد ما كتب لها خاصة وأن هذا اللقاء التواصلي الإعلامي تمّ بمقر الاتحاد الجزائري ( الفاف ) وتم إعادة نشره بالتلفزة الجزائرية وبالصفحة الرسمية للمنتخب نفسه.. وأعاده المعلق الرياضي حفيظ الدراجي بكل هدوء وأريحيّة دون أي يحس بأدنى حرج وهو يسيئ إلى نفسه قبل كل شيء وإلى بلده ونظامه.. متسائلاً مع هؤلاء الحمّاق.. وعلى رأسهم الرئيس تبون رمز غبائهم لماذا السفر إلى بلد هو في الأصل عقدة مرضية مزمنة لديكم حدّ ان ذكر اسمه هو بمثابة تغدية لهذا الحرج الغائر في صدروكم..
هو الحرج نفسه الذي سيتكرر بشكل يومي وطيلة مدّة الإقصائيات لدى شيوخ المرادية وأبواقها الإعلامية بدءاً بالدراجي وصولاً إلى قناة الهداف التي نشرت نفس الخبر بحذافره..
الجرح الغائر سيزداد عمقاً لدى الاعبة نفسها صاحبة التصريح أعلاه وزميلاتها بالمنتخب الجزائري وهنّ يكتشفن المفارقة والتناقض الصارخ بين تحريض العسكر للشعب الجزائري على كره المغرب واعتباره العدو الابدي وبين كرم الضيافة لدى المغاربة.. لا باعتباره امتيازاً خاصا بالجزائريات بل لأن الضيافة أسلوب حياة ورمز هويّاتي للشعب المغربي منذ عقود.. حتّى ان الشمس تنام عندنا مفضّلة ان يسمّى شفق غروبها الجميل على شاطئنا الأطلسي ب ( الحمرة المغربيّة)
وبالمناسبة أتذكر ذاك المغربي في أقصى الجنوب الشرقي الذي خاطب إحدى السائحات الاجنبيات هناك في إحدى القرى.. ( مدام.. نحن لاتبيع الخبز.. بل بقلّته نتقاسمه مع ضيوفنا)
وبالمناسبة أتذكر كيف أن قائدا مغربيا بمدينة الفنيدق تدخل لدى مالكة منزل من أجل ابقاء عائلة جزائرية عجزت عن أداء سومة كراء زمن كورونا في المقابل ألقى نظام تبون بعشرة مغاربة وقتها على الحدود بدون رحمة ولا شفقة..
كيف أنقد الحفر البحري المغربي طاقم باخرة صيد جزائرية دخلت المياة الإقليمية المغربية ورجعوا سالمين. مقابل إطلاق النار على شبان مغاربة قادهم القدر نحو مياه الجزائر على الحدود مع مدينة السعدية
ولنذهب بعيداً..فالنواة الأولى التي تقلّدت الحكم لم تكن إلا مجموعة وجدة ومن كرم أبناء هذا البلد الأمين بالدعم والمساندة بعد الإيواء
هي صفحات من تاريخ فاصل بيننا وبينكم كالفصل بين اللئيم والكريم..
لم تبدأ اليوم.. ولن تنتهي غداً فهي معركة صراع بين امبراطورية مغربية متجدرة في القيم والسلوك الحضاري وبين كيان صنع على المقاس تناوب على كرسيّ نظامه لحد الساعة أبشع أنواع البذاءات التي لا تليق سوى بابن شارع فقد أعصابه!
هي غير أعصابنا الهادئة أمام هذه الإستفزازات التي تؤكد مرّة أخرى أن الغباء موهبة داخل دولة الأرقام القياسية في صناعة الفشل..
أمّا المغرب كالأسود عندما تأتي للشرب، تفسح لها الضّباع الطريق
فمرحبا بضيفات دوحة الرباط.. وخاصة الجزائريات فانتن بمغرب العزّ بين الأمم
يوسف غريب كاتب صحفي
التعاليق (0)