يحاول هذا القول تناول ظاهرة ترحال قبائل الصحراء المغربية واستقرارهم في مدينة أكادير متذ منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، مع التركيز على مظاهر التحول والتغير الاجتماعي على مستوى الهوية الجماعية والثقافة والتلاقح الثقافي أو التثاقف.
أما الفرضية الموجهة لهذا النظر فتدور حول الإدعاء أن هذه الجماعات، التي تأقلمت مع الحياة الجديدة بمدينة أكادير، وتفاعلت إيجابيا مع مختلف التأثيرات، حافظت على ثقافتها الأصيلة وأغنتها بمكونات حضارية أخرى.
تبيان هذه الفرضبة سيتم عبر المحاور الموالية:
- – ظاهرة ترحال قبائل الصحراء المقربية إلى المدن، ومنها أكادير:
لما كانت قبائل الصحراء المغربية هم رحل، فإنهم يعرفون بطابع التنقل عبر المجال والمكان والزمن. فظروف العيش تدفع الرحل إالى الترحال للأماكن المتوفرة على الكلأ والماء والعشب للماشية. لهذا يكون استقرار هذه القبائل مؤقتا حتى لو طال زمانه.
رغم هده الخاصية، تختلف القبائل المقصودة في هدا السياق عن المتعارف عليه في حركية الرحل. حيث أن هذه القبائل رحلت الى اكادير واستقرت نهائيا بالمدينة الى اليوم، علما أن هذا التوطن لازمته عدة مظاهر للتحولات الاقتصادية والعمرانية والثقافية وحتى السياسية.
وبالفعل، فقد شهد المغرب منذ بداية القرن العشرين حركية للرحل، الذي استقروا بعدة مناطق، أحيانا بسبب الظروف المعيشية، خاصة مع التحولات المناخية، كظاهرة الجفاف، واحيانا بسبب ظروف سياسية كالمشاراكة في الحركات ضد الاستعمار..وكمثال نعرف أن بعض القبائل استقرت ضواحي الرباط (دوار الدوم بالتقدم) ونواحي مراكش؛ كالرحامنة والسراغنة وشيشاوة ( سيدي المختار ) و44 ( أولاد دليم ) وقرب الصويرة ( حد الذرة )
ولا يختلف الأمر عن جهة سوس ماسة التي عرفت إقبالا لرحل الصحراء المغربية، حيث شهد النصف الثاني من القرن العشرين توافد جماعات مختلفة من هؤلاء على المنطقة واستقرارهم بها، ومن أمثلة ذلك: تزنيت واشتوكة ( سيدي الرباط وناحية بلفاع) و هوارة واكنيبيش قرب الدراركة وأيت ملول ( الشهداء) وأنزا وأكادير(حي الخيام الكبير).
سيتم تفصيل القول في الموضوع بحصره في مجال مدينة أكادير، لأنها عرفت عدة تحولات سوسيولوجية هامة على عدة مستويات تهم المجال والإنسان والهوية الثقافية الجماعية. وسيتم استقراؤها بناء على الملاحظات التشاركية وعلى العيش المشترك.
- – حي الخيام الكبير: صحراويون وأكاديريون أصلا وموطنا:
شهد حي الخيام عدة مظاهر لاستقرار قبائل الصحراء. فكانت النواة الأولى منذ منتصف القرن الماضي، حيث تباينت كثافة السكان حسب القبيلة وفروعها وعدد الأسر. إذ رغم التفاوت في الكم والعدد، فإن كل القبائل ممثلة في التجمع الخيامي الكبير. وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر قبيلة أولاد تدرارين، قبيلة تركز، قبيلة أيت أوسى، قبيلة أيت لحسن، قبيلة أيت ياسين، قبيلة الركيبات، قبيلة ازركيين، قبلة أولاد بنسبع، قبيلة أيت زكري، قبيلة أيت بعمران،…
أما موقع استقرار هذه القبيلة أو تلك فيختلف حسب عنصر الانتماء والتلاحم بين نفس الأسر، علما أن شكل السكن كان في الخيام التقليدية المصنوعة من وبر الابل وصوف الماعز، وكان التجمع على شاكلة العشيرة. ولا ننسى أن طول زمن الاستقرار سيترتب عنه تغيير في نوع السكن، حيث سيتم التخلي عن الخيام لتحل محلها بنايات من الطوب والقصدير و كل أشكال السكن العشوائي في ظروف صعبة.
بناء على هذه الخاصية، كان الخيام القديم يمتد من الكاطع الكبير حتى المارشي القديم. وداخل هذا الفضاء يتجمع السكان في شكل ” سربيس”، اي مجمع من الخيام لجماعة يغلب عليه الانتماء لنفس العشيرة، دون اقصاء كل غريب خارح عنها. وهكذا، نجد مثلا سربيس أولا تدرارين، سربيس تركز، سربيس أيت ياسين…هذا التنوع في المجال يحافظ على التلاحم الكلي، فكل فروع هذه القبائل تتضامن وتتعاون وفق عملة العصبية الخلدونية بشكل ايجابي، والتي ستستمر الى اليوم. كما لا يعني أن هذه التجمعات تقصي الفرد أو الجماعة غير الصحراوية، بل بالعكس نجد سكانا من أصول أمازيغية أو عربية من مختلف كل جهات المغرب. هؤلاء اندمجوأ وتفاعلوا مع البيئة الصحراوية لسكان الخيام.
وإذا كانت هذه الساكنة الخيامية قد عاشت أحداث نكبة زلزال أكادير، فإن منتصف الستينات، سيعرف حركية مجالية جديدة غير مسبوقة، حيث ستتدخل السلطات المحلية لنقل بعض سكان حي الخيام من أصول صحراوية إلى حي قصديري يعرف بأمسرنات، بعدها سيتم نقل فئة أخرى من الكاطع الى حي الديور الجداد، مطلع السبعينات.
بعد ذلك بقي الحي القصدير، لسنوات، صامدا بصمود أبناءه وسكانه، رغم شظف العيش وخشونته.
عرف الحي القصدير، بداية من الثمانينات، حركية عمرانية متميزة، حيث ستبدأ عملية القضاء على البناء العشوائي بخلق سكن مهيكل تمثل في بداية إنشاء تجزئة الخيام 1 و 2 وتجزئة الحرية. تلها عمليت مشابهة كعملية مدن بدون صفيح التي استفاد منها سكان حي الكاطع في التسعينات. ومؤخرا، ومنذ أكثر من عشر سنوات، تمت تسوية كل أشكال السكن غير اللائق بإحياء مشروع تجزئة الكويرة المجمد منذ الثمانينات.
رغم هذا التحول والتنقل المجالي، ثمة ملاحظة أساسية لابد من تسجيلها، وهي أن سكان حي الخيام القديم بقوا في نفس المكان، ولم يتم نقلهم، في جميع المراحل والفترات، بعيدا عن محيط السكن الأصلي، باستثناء المارشي الذي تم نقله الى الحي المحمدي. وهذا المعطى سيكون له العديد من الانعكاسات على الستوى السوسيولوجي، وعلى رأسها التلاحم والتلاقح في وسط جديد/قديم، هو حي الخيام الكبير.
- – صحراويو حي الخيام: الهوية والتنوع الثقافي.
بناء على قاعدة ” مايجري على الأصل يجري على الفرع “، ومادام الصحراويون المغربة المستقرون بحي الخسام الكبير، القديم والحديث، ينحدرون من الأقاليم الجنوبية، ولهم أصول صحراوية، وباسخدام الية التبدادل الأنتروبولوجي للثقافة، فإن استقرار القبائل الصحراوية باكادير يشمل كل المظاهر الثقافية الأصلية مع تأقلم بعضها بالثقافات الجهوية والمحلية والوطنية، مع الحفاط على الهوية الفردية والجماعية، مع بعض التغييرات الشكلية. فأين تتجلى مظاهر الثقافة والتثاقف عند هذه الساكنة ؟
تحد الثقافة في تعريفها الأولي المبسط بأنها ” مجموعة من المكونات المادية والرمزية التي تميز جماعة معينة “. ولذا، فإن مقاربة الثقافة الصحرواية لقبائل حي الخيام تتطلب ذكر بعض ملامحها وخصوصياتها وتميزها.
- المكون المادي: تمثل أشكال اللباس والمأكل نافذة للإطلالة على واحد من أوجه الثقافة الصحراوية. وبخصوص هذا المكون، حافظ أفراد هذه القبال، وبدون أي تغيير، على اللباس الصحراوي، كالملحفة للنساء والدراعة والفروال للرجال…لكن بعض الأشكال الأخرى تراجع تداولها، مثل النكشة، النيلة، العمامة، الخلخال…
ويضاف المكون المادي، عنصر المأكل والمطبخ، حيث الشاي الصحراوي يهيمن على كل الجلسات في فضاء فسيح وجلسة أرضية مع الجماعة وعلى الفحم ، ومع العلك يكون مفضل. وفي مواجهة للمطبح الحديث يبقى للحم الابل ومارو مكانة خاصة في المطبخ الخيامي و عند الساكنة. وعموما، ما زال هؤلاء السكان يحافظون على المكون المادي كما هو معتمد في الأقاليم الجنوبية.
- المكون اللامادي الرمزي: ويشمل أسماء الأشخاص والأماكن والفنون وأشكال التعبير والتواصل اللفظي وغير اللفظي…ويتضح ذلك في ماهو موال.
نصادف عند الجيل الأول من قبائل حي الخيام أسماء أشخاص، ذكورا وإناثا، ذات ارتباط باللغة الأم، أي التداول الحساني. لكن هذه الأسماء تضائل تداولها لتحل مكانها أسماء عصرية. ومن بين الأسماء القديمة التي كامت معروفة عندهم، نذكر بالنسبة للإنات: حجيبة ومحجيبة، خديجة(بسكون خ)، إيزانة، مباركة، السالكة والناجمة والسالمة، الباتول وبيتلة، زينبو، مولعيد، لحبيبة، الشتيوية، حدية، جميعة، السبيتية…وبالنسبة للذكور نجد: محمد، براهيم، لحسن ولحيسن والحسين، عالي وعويلي، المختار، السالك والناجم وسالم، الطاهر….
أما عن الفن، فمازالت قبائل حي الخيام تحافظ على الرقصة التاريخية، رقصة الكدرة بكل طقوسها وإبدعاتها، والتي تنظم بشكل تلقائي، في منايبات الأفراح، وحتى بدون مناسبات. وهذا الشكل الفني صمد رغم تحديث اليات الموسيقى الصحراوية. فرقصة الكدرة عند قبائل حي الخيام الكبير، هي عامل يوحد الشباب مع الشيوخ، يجمع بين كل فصائل القبائل، حيث تذوب الفروقات بين الأشخاص عندما ينخرط الجميع في الأغاني والرقصة الجماعية، رقصة الكدرة، بنفس الشكل الذي تتميز به مجموعات مغربية في جهات المغرب، كالعواد وأحواش للامازيغ، والركبة للجنوب الشرقي…
أما عن التعبير والتواصل، فقد احتفظ صحراويو حي الخيام بروح اللغة الحسانية مع تطويعها للمحددات الصوتية المحلية على مستوى التنغيم الصوتي أو الإقتراض اللغوي الدارج. ويمكن أن نجد عند بعض القبائل اعتماد لسان مزدوج حساني/امازيغي بشكل يتكامل فيه اللسانين على مستوى التداول اليومي.
وعن التواصل غير اللفظي، والمتمثل في أنواع التعبير المعتمدة في المناسبات ومختلف العادات تجدر الإشارة إلى إحتفاظ والحفاظ على وسائل هذا التواصل الموجودة في الخيمة الصحراوية الأصيلة. فلا يخلو بيت صحراوي خيامي من أنواع العطور، وعلى رأسها “الريفضول” ولا على أنواع البخور، وخاصة “تيدكت”، وكلها تستخدم، إضافة للاستعمال العائلي، للترحيب بالضيوف وعربون محبة للزائرين.
أما باقي أشكال التواصل غير اللفظي فتظهر في الفرح والقرح، حيث مازالت هذه القبائل تحافظ على جوهر الأشياء، رغم اكتساح الحداثة للحياة الفردية والجماعية. لهذا نجد معالم ثقافية وفنية عند هذه القبائل مرتبطة بالموروث الثقافي في بنيته التاريخية. وينجلي ذلك في الأعراس مثلا.
- – الدينامية الاقتصادية والحركية الاجتماعية لصحراويي حي الخيام الكبير
يمكن أن يولد هذا الموضوع تساؤلا مشروعا حول الأنشطة الاقتصادية الممارسة عند القبائل الصحراوية المستقرة بحي الخيام الكبير، وحول تأثير هذه الأنشطة في خلق دينامية اجتماعية.
وبالفعل، فهذه الساكنة كانت مع الجيل الأول عبارة عن بدو رحل، يهتمون بتربية الماشية والرعي. ونظرا للتحولات التي شهدتها مناطق من الجنوب المغربي، ومع توالي سنوات الجفاف، شدت هذه القبائل الرحال إلى مدينة أكادير، بل وتوالت عمملية الاستقرار.
لكن معطى جديدا بمدينة أكادير سيغير حياة العديد من هؤلاء البدو، فتوفر المدينة على حي صناعي كبير، وحاجة المعامل الصناعية لليد العاملة فتح الباب أمام الكثير من السكان للاندماج في عالم جديد، عالم العامل الأجير عوض كساب وتربية الماشية. فالانخراط في العمل الصناعي سينعكس على الحياة الاجتماعية، فسيتم ابدال الخيمة بالبراكة، وستبقى الماشية فقط عنصرا مكملا، بعد أن كانت موردا أساسيا للرزق. ولقد ساعد قرب ومجاورة حي للخيام لمعامل الليمون ومعامل السردين شجع كثير من النساء للعمل في هذه الفضاءات الجديدة. لذلك استمر مجموعة من الأفواج بالعمل في الحي الصناعي حتى تم اغلاق المنشئات في التسعينات.
اختصارا، يظهر أن العمل في الصناعة التحويلية انعكس فعليا على حياة قبائل حي الخيام، وساهم في خلق باريدغم جديد من الحياة الجماعية، رغم أن هذا النموذج لم يؤثر على التلاحم الجماعي للقبيلة والعشيرة.
يضاف لهذا العامل عنصر اخر زاد من معامل التحول الاجتماعي. يتعلق الأمر بظاهرة الهجرة الى الديار الأوروبية. فرغم أن المستفيد من العملية هم قلة من الشباب الذين هاجروا في الستينات وبداية السبعينات مع ما يعرف بموجة ” موغا”، فإن عودة هؤلاء الى أرض الوطن في العطل الصيفية كان يؤثر على عقلية المستقرين بالحي، خاصة الشباب. فبحكم الظروف الاقتصادية الصعبة للساكنة المستقرة، كان للمهاجرين تأثير إيجابي، حيث أن أغلبهم حافظ على الهوية الصحراوية في بلاد المهجر حتى اليوم.
وللموضوعية نشير إلى أن الصحراويين بحي الخيام عرفوا في بداية التسعينات حركية جديدة لها انعكاسات على الحياة الاجتماعية والثقافية. هذه الحركية يمكن تسميتها بهجرة العودة للأصول، وهي العملية المعروفة بالتسجيل في الاستفتاء. هذه العملية التي انخرط فيها كل الصحراويون بحي الخيام، من كل الفئات، مثل باقي الجهات المغربية، حيث استقبلت مدن الجنوب المغربي كمدينة العيون ومدينة بوجدور…المغاربة من أصول صحراوية والمقيمون بمدن مغربية بالداخل، حيث ستتم إقامتهم بتجمعات عرفت باسم المخيم والذي تكلفت الدولة المغربية بضمان شروط العيش الكريم فيه.
هذه العملية كانت فرصة لصحراويي مدن الداخل، ومنها أكادير، لمعانقة الأرض الأم وتجديد اللقاء بالأهل، إنها لحظة تذكر وضخ روح متجددة في الثقافة والتثاقف. وهذا التلاقح كان ومازال له عظيم الأثر، بعد العودة المعكوسة لحي الخيام.
بعد هذه الدينامية التي وسمت قبائل حي الخيام، سوف تظهر معطيات جديدة بالتدريج. فالأمر يرتبط بالتعليم ومتابعة الدراسة. فساكنة حي الخيام عموما لم تستفد من التعليم الا في وقت متأخر، في نهاية الستينات وبداية السبعينات، حيث كانت قلة من الأطفال تتمدرس بتالبورجت، بعدها ستفتح مدرسة عمر ابن الخطاب في وجه تلاميذ الخيام واحشاس وايت الراحت وبوركان…والملاحظ أن تعليم الفتيات الصحراويات تأخرن نسبيا مقارنة بالذكور، لأسباب ثقافية مهيمنة في ذلك الزمن.
المدرسة ستغير نمط الحياة، إذ سيظهر جيل متعلم جديد ستفتح أمامه فرص شغل جديدة ومتميزة ومشرفة، علما أن هذا الجيل المتنور الجديد سيلج عوالم أخرى في مجال الثقافة والسياسة والمجتمع المدني.
هذه الجولة تقودنا الى مقاربة التساؤل التالي: كيف تم الحفاظ على الثقافة الصحراوية بحي الخيام؟ وكيف تم استيعاب المؤثرات الخارجية في إطار التثاقف؟
للاقتراب من هذا الإشكال ندرج بعض المعطيات التي تكشف عن كيفية حفظ الذاكرة الصحراوية والحفاظ على أصالة الثقافة الأصلية. ومن بين المساهمين، نذكر:
- الزوايا: اضافة لدورها الديني الإسلامي، تختلف الزوايا بحي الخيام عن الزوايا التقليدية المتعارفة والمنسوبة لهذه الجماعة أو لاتجاه صوفي. فالزوايا بحي الخيام لها ارتباط بالقبيلة، حيث الزاوية تنسب لاسم القبيلة. ورغم تحول الزاوية الى جمعية لتتواجد قانونيا، فان الزاوية/الجمعية تلعب أدوارا اجتماعية وثقافية…،فهي تنظم مواسم سنوية دينية واجتماعية وثقافية، تجمع بين إفراد القبيلة الواحدة مع الانفتاح على القبائل الأخرى.
ومن بين الزوايا/الجمعيات التي قامت ومازالت تقوم بهذه الأدوار بحي الخيام الكبير، نستحضر هذه الأمثلة:
- زاوية أيت توسى: تنظم سنويا، كل ذكرى المولد النبوي، ملتقى دينيا واحتفاليا يحج اليه شرائح مختلفة من الساكنة المحلية والجهوية.
- جمعية تركز( أولاد إدغمني): لها مقر جديد بحي الكويرة، وتهتم بالعمل الإشعاعي الجمعوي، وتنظم ملتقى دينيا وثقافيا سنويا.
- جمعية أيت ياسين: تنظم سنويا موسمها الديني والإحتفالي كل سنة، يحضره كل افراد القبيلة على المستوى الجهوي، ويعرف بملتقى “ددا حماد”.
- جمعية اولاد تدرارين، تجمع مختلف روعها في عدة مناسبات، وتنظم لقاءات متنوعة تجمع بين الديني والثقافي والإحتفالي.
هذه مجرد أمثلة تبين مدى مساهمة هذه الزوايا/الجمعيات، ومنا أخرى كثيرة، في التلاحم والحفاظ على الإرث الثقافي الصحراوي/المغربي للسكان الخيام من أصول صحراوية. وليست هذه العوامل الوحيدة التي تتدخل في الهوية الثقافية الجماعية، فسنوات التسعينات شهدت تغييرات جديدة لها طابعا الخاص في اطار المجتمع المدني.
- – القضية الوطنية أولوية لدى الصحراويون بحي الخيام الكبير.
تنوعت مكونات المجتمع المدني المهتم بالصحراء المغربية، سياسيا وثقافيا، بحي الخيام، تتمثل في عدة مبادرات جمعوية، وكذا تنظيم أنشطة وتظاهرات ذات علاقة بالموضوع. وتكشف الملاحظة المبادرات المتتالية:
- تأسيس جمعيات محلية من أبناء الخيام، ومنها التي تنحصر في الشأن الصحراوي المغربي.
- محاولات لتوحيد الجمعيات في اطار فيدرالي بالخيام الكبير.
- القيام بمبادرات تعضد التلاحم بين مكونات الخيام، كمبادرة ” الخيام تجمعنا “
- الانخراط في منتديات شبابية تنكب على التثاقف والتفاعل الثقافي والارتباط بالصحراء المغربية. ومن المنتديات التي استأثرت بالاهتمام نصادف ” المنتدى الوطني لشباب الصحراء، فرع أكادير “، الذي جعل من أولوياته تقوية الارتباط بالصحراء، وخلق تلاقح ثقافي تحت شعار: ” سوس والصحراء تواصل حضاري وتنوع ثقافي “، على مستوى جهة سوس ماسة بكل فعاليتها. وبالإضافة الى مشاركته في ندوات علمية وملقيات فكرية، عرف المنتدى بتنظيم المهرجان الدولي للصحراء الذي بلغ سنة 2023، نسخته السابعة. وحسب بلاغ للجنة المنظمة ” فأن المهرجان الدولي للصحراء يعتبر تظاهرة ثقافية وفنية دأب المنتدى الوطني لشباب الصحراء على تنظيمه سنويا قصد الإسهام في الدفاع عن القضية الوطنية عبر إبراز عمق العلاقات التاريخية، وتأكيد مظاهر التسامح الثقافي والفني الذي يجمع بين الصحراء المغربية ومختلف مناطق المملكة المغربية وفي مقدمتها منطقة سوس العالمة.
ينجلي، إذن، أن الهوية الثقافية الصحراوية لساكنة حي الخيام صمدت رغم كل التقلبات وكل التحديات. وهي تقف دوما شامخة وجاعلة نصب أعينها القضية الوطنية والشبت بوطنيتها المغربية. وهاهم الشباب يحملون المشعل للتطوير والانبثاق.
تـفـروت لـحسن
أستاذ باحث