بقلم: أحمد بومهرود باحث في الإعلام و
الجزائر تحرك الدمية، وتصرّ على اللعب في زمن انتهت فيه اللعبة
- تهديدات قديمة في ثوب جديد
مرة أخرى، تطفو على السطح نغمة التهديد والوعيد القادمة من مخيمات تندوف. جبهة البوليساريو أعلنت أنها ستقاطع أي عملية سياسية إذا تم تمرير مشروع القرار الأمريكي بشأن الصحراء المغربية دون الأخذ بملاحظاتها.
تهديد ليس بجديد، لكنه يأتي هذه المرة في سياق يفضح هشاشة الموقف الانفصالي، وارتباك النظام الذي يحرك خيوطه من بعيد.
- انقلاب في المواقف يكشف من يتحكم فعلاً
قبل أيام فقط، كانت الجبهة تراسل الأمم المتحدة معلنة “استعدادها للحوار” مع المغرب، بل وتحدثت عن “تقاسم فاتورة السلام”. اليوم، نسمع خطاباً معاكساً تماماً.
هذا التناقض الصارخ لا يمكن تفسيره إلا من زاوية واحدة: أن القرار لا يُتخذ في الرابوني، بل في الجزائر.
النظام العسكري هناك هو من يمسك بخيوط اللعبة، يستخدم الجبهة كورقة ضغط سياسية، ويطلق تهديداتها كلما أراد إثارة غبار دبلوماسي يخفي به فشله الداخلي.
- النظام العسكري الجزائري… لا يريد حلاً
الحقيقة البسيطة التي يعرفها الجميع هي أن كل حل لن يعجب النظام الجزائري.
فهو لا يبحث عن تسوية، بل عن استمرار الأزمة. لأن بقاء النزاع يعني بقاء المبرر.
منذ عقود، جعل الجنرالات من “قضية الصحراء” فزّاعة سياسية يلوّحون بها في الداخل لتبرير القمع، وفي الخارج لتلميع صورة منتهية الصلاحية.
- البوليساريو… دمية وفزاعة وجسر ورقي
لم تكن جبهة البوليساريو يوماً سوى دمية في يد النظام العسكري الجزائري، تحركها مصالح ضيقة لا علاقة لها بما تسميه “تقرير المصير”.
إنها الفزّاعة التي تُظهرها الجزائر للعالم لتصنع لنفسها دور “المدافع عن القضايا”، والجسر الورقي الذي تحلم بالعبور منه نحو المحيط الأطلسي، في وهمٍ لا سند له من التاريخ أو الجغرافيا.
- العالم يرى الحقيقة بوضوح
مشروع القرار الأمريكي الذي أثار غضب قادة الجبهة، هو انعكاس لموقف دولي متزايد يرى في المبادرة المغربية للحكم الذاتي حلاً واقعياً وعملياً.
العالم أدرك أن هذا النزاع المفتعل لا يخدم إلا أجندة النظام الجزائري، وأن المغرب، بخطواته التنموية وواقعيته السياسية، كسب معركة الشرعية والمصداقية.
- النهاية اقتربت
التهديدات التي تصدر اليوم من تندوف ليست سوى ارتعاشة كيان يحتضر.
البوليساريو فقدت بوصلتها، والجزائر فقدت أوراقها، والعالم فقد صبره على عبثية هذا الملف.
لقد آن الأوان لإغلاق صفحة الوهم، والاعتراف بحقيقة راسخة:
الصحراء مغربية، وستظل مغربية… شاء من شاء وأبى من أبى.


التعاليق (0)