نشر رئيسُ الحكومة الأسبق سعد الدين العثماني تدوينةً على صفحته بفيسبوك قال فيها إن تصريحاتِ رئيس الحكومة عزيز أخنوش خلال حوارٍ تلفزي جرى يوم الأربعاء 10 شتنبر 2025 تضمّنت، بحسب تعبيره، “عدّة معلومات خاطئة” تتعلّق بمراحل من تدبير الحكومة السابقة التي ترأسها.
وأوضح العثماني أنه غيرُ متفاجئٍ مما ورد في الحوار، معتبراً أن رئيس الحكومة “منذ تولّيه المسؤولية يُلقي باتهاماتٍ مجانية في حقّ الحكومتين السابقتين” اللتين ترأسهما حزب العدالة والتنمية، “على الرغم من كونه كان وزيراً فيهما، وأن حزبه تولّى فيهما وفي حكوماتٍ سابقة قطاعاتٍ مهمّة وحيوية”.
وأضاف أنّ “خرجات رئيس الحكومة، على قلّتها، لا تكاد تخلو من أحد أمور ثلاثة: إنكار، أو استئثار، أو إدبار”، وذلك عبر تجاهُل منجزات الحكومتين السابقتين وإنكارها، أو نسبة بعض منجزاتهما للحكومة الحالية، أو محاولة التملص من مسؤولية التنزيل السليم والناجع لإصلاحاتٍ ساهمت الحكومتان في وضع أسُسها، مثل الدعم المباشر وتعميم الحماية الاجتماعية. واعتبر العثماني أنّ الحوار تضمّن أرقاماً ومعطيات “تُناقض الحقائق” وحتى الأرقام التي تقدّمها مؤسسات دستورية.
وفي موضوع الإشراف السياسي على الانتخابات، ذكّر العثماني بأنّ العُرف الجاري منذ دستور 2011 يقضي بأن يفتتح رئيس الحكومة المشاورات ويترأس الاجتماعات مع الأمناء العامين للأحزاب للإعداد للمنظومة الانتخابية، من دون تعارضٍ مع أدوار واختصاصات وزارة الداخلية.
واستشهد باجتماعٍ ترأّسه عبد الإله ابن كيران يوم 16 فبراير 2016 للإعداد لانتخابات 2016، ثمّ اجتماعٍ ترأّسه العثماني نفسه يوم 05 مارس 2020 للإعداد لانتخابات 2021، مؤكداً أنّ هذه اللقاءات تحت الإشراف السياسي لرئيس الحكومة كانت “ناجحة” وأسهمت في الوصول إلى إصلاحاتٍ وتعديلات بالتوافق.
وردّاً على ما اعتبره ادّعاءً من أخنوش بأنّ ذلك الإشراف كان “فاشلاً”، قال العثماني إنه يوافق على أنه كان فاشلاً “في تمرير ذلك القاسم الانتخابي الغريب (على أساس مجموع المسجّلين)” الذي رفضه بشدة، ما اضطرّ الحكومة إلى طرحه كتعديلٍ في البرلمان؛ مضيفاً، بسخريةٍ مُبطّنة، أنّ النجاح عند رئيس الحكومة “ربما هو تمرير ذلك القاسم الانتخابي الذي شوَّه العملية الانتخابية، وتبنّته الحكومة”.
وفي ملفاتٍ وصفها بـ“الحسّاسة وغير القابلة للمزايدات” من قبيل الماء وتعميم التغطية الصحية وميثاق الاستثمار، اعتبر العثماني أنّ أجوبة رئيس الحكومة لا تعدو أن تكون استمراراً في محاولة التملّص من المسؤولية وعدم تقديم جوابٍ مسؤول على الأسئلة المطروحة، مع إلقاء اللوم على الحكومتين السابقتين “كأنهما كبّلتا يديه طيلة السنوات الأربع الأخيرة ومنعتاه من الوفاء بما التزمت به حكومته في برنامجها وما وُعِد به في الحملة الانتخابية”.
وختم العثماني تدوينته بالتشديد على أنه، إذا اقتضى الأمر، سيعود إلى مزيدٍ من البيان والتوضيح بخصوص هذه الملفات.
التعاليق (0)