الدار البيضاء: أحمد بومهرود
في أجواء مفعمة بروح الوطنية والاعتزاز بالانتماء، استقبل رئيس مجلس جهة الدار البيضاء سطات، يوم 5 نونبر 2025 ، بمقر الجهة، وفدًا يمثل قبيلة آيت ياسين الصحراوية، الذي حلَّ ضيفًا على جمعية شمس بلادي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، في مبادرة وطنية ترسخ قيم الوحدة والتلاحم بين أبناء الوطن من شماله إلى جنوبه.
وقد حضر هذا اللقاء عدد من أعضاء المجلس الجهوي إلى جانب رئيسة جمعية شمس بلادي وأعضاء مكتبها التنفيذي، إضافة إلى شخصيات مدنية وجمعوية من مختلف المشارب. وتميز اللقاء بتقديم عرضٍ شامل من طرف رئيس جهة الدار البيضاء سطات حول الجهة، أبرز من خلاله مؤهلاتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ودورها الريادي في دعم التنمية الوطنية، باعتبارها قاطرة الاقتصاد المغربي وفضاءً يجسد رؤية جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده في تحقيق العدالة المجالية والتنمية المستدامة.
وفي كلمته الافتتاحية، رحّب السيد الرئيس بالوفد الصحراوي، معبّرًا عن سعادته بهذه الزيارة التي تكتسي رمزية وطنية كبيرة، خاصة وأنها تأتي في سياق تخليد المغاربة للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، مؤكداً أن الدار البيضاء سطات تظل بيتًا لكل المغاربة، ومكانًا مفتوحًا للتواصل والتعاون بين أبناء المملكة، ترسيخًا للوحدة الوطنية التي أرساها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده.
من جهته، ألقى رئيس مجلس قبيلة آيت ياسين كلمة عبّر فيها عن عميق الامتنان لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظي به الوفد، موجّهًا شكره الخاص إلى رئيس الجهة ورئيسة جمعية شمس بلادي على مبادرتهما الكريمة في تنظيم هذا اللقاء الوطني المتميز. كما تحدّث بإسهاب عن قبيلة آيت ياسين وتاريخها الوطني الحافل بالملاحم والنضالات من أجل الدفاع عن وحدة الوطن وثوابته، مؤكداً أن القبيلة كانت وما تزال وفية لنهج أجدادها في الولاء لأهداب العرش العلوي المجيد، ومستمرة في تجديد البيعة والوفاء للعرش المكين.
أما منسق التظاهرة، فقد ألقى كلمة مؤثرة عبّر فيها عن اعتزاز الوفد الصحراوي بالمشاركة في هذا الحدث الوطني، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تجسّد عمق الانتماء للوطن الواحد، وتؤكد تشبث أبناء الأقاليم الجنوبية بثوابت الأمة المغربية ومقدساتها. كما نوّه بالإنجازات التنموية الكبرى التي تعرفها جهة الدار البيضاء سطات، واصفًا إياها بأنها نموذج لمغرب حديثٍ متكاملٍ ومتوازن، يسير بخطى ثابتة نحو المستقبل في ظل القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده.
وأشار منسق التظاهرة إلى أن قبيلة آيت ياسين، بكل مكوناتها في الداخل والخارج، ستظل وفيةً لثوابت الأمة المغربية، ومنخرطة في مسيرة التنمية والبناء التي يرعاها جلالته، داعياً المولى عز وجل أن يحفظ أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، وأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بصنوه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
كما عرفت المناسبة تدخلات عدد من أعضاء الوفد الصحراوي وممثل الجالية المغربية المقيمة بأوروبا من أبناء قبيلة آيت ياسين، الذين عبّروا بدورهم عن اعتزازهم بزيارة العاصمة الاقتصادية للمملكة، مؤكدين تمسكهم الدائم بالوحدة الترابية للمغرب، ومشيدين بالقرار الأممي الأخير الداعم لمقترح الحكم الذاتي كحلٍّ واقعي وجاد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وتدخّلت رئيسة جمعية شمس بلادي بدورها، فرحّبت بالوفد الصحراوي وتمنت له مقامًا سعيدًا بمدينة الدار البيضاء، تلتها نائبة رئيس الجهة التي رحّبت هي الأخرى بالوفد، وتحدثت عن الصحراء المغربية وأهلها وكرمهم، وعن الحدث العظيم الذي جمع بين أبناء الوطن الواحد في هذه المناسبة المجيدة.
وفي لحظة مؤثرة، جرى تكريم رئيس جهة الدار البيضاء–سطات وفق العادات والتقاليد الصحراوية الأصيلة، حيث قدّم له الوفد زيًا صحراويًا فاخرًا عربون محبة وتقدير، كما تم تسليم تذكار الجهة إلى منسق التظاهرة تقديرًا لمجهوداته في إنجاح هذه المبادرة الوطنية الهادفة إلى تعزيز جسور التواصل بين الشمال والجنوب.
واختُتم اللقاء في أجواء من الفخر والاعتزاز بالانتماء للوطن، حيث رفع الحضور أكف الضراعة بالدعاء الصادق لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده، سائلين الله تعالى أن يديم على المغرب نعمة الأمن والوحدة والاستقرار، وأن يحفظ المملكة المغربية من طنجة إلى الكويرة، رمزًا للوطنية الصادقة والتلاحم المتين بين العرش والشعب.
