هل تساهم تساقطات شهر مارس في رفع تدابير التقشف المائي بالمغرب؟

أخبار وطنية

تساءل مجموعة من المواطنين عما إذا كانت التساقطات المطرية المسجلة بمعظم جهات وأقاليم المملكة خلال شهر مارس الجاري ستساهم في رفع تدابير التقشف المائي المتخذة سابقا من أجل مواجهة الجفاف.

وشهدت مختلف مناطق المغرب خلال الأيام الأخيرة تساقطات مطرية هامة، ما أثار ارتياحا واسعا في أوساط المواطنين، خاصة بعد توالي سنوات الجفاف التي أثرت بشكل كبير على الموارد المائية والأنشطة الفلاحية.

ورافقت هذه التساقطات المطرية الأخيرة عدة تساؤلات حول مدى تأثيرها الفعلي على الفرشة المائية وحقينة السدود، وما إذا كانت كافية لتخفيف أزمة الجفاف أو إنهائها بشكل كامل، وما إذا كانت كافية لمراجعة التدابير المتخذة خلال الأشهر الماضية لترشيد المياه.

في هذا السياق، يرى العديد من الخبراء في مجال الماء أن التساقطات المطرية خلال الأيام الأخيرة كانت وفيرة في عدة مناطق، خاصة في الشمال والمناطق الجبلية، حيث بلغت حوالي 100 ميليمتر أو أكثر في الشمال، وبين 15 و30 ميليمترا في الجنوب والشرق، لكن لا يمكن الجزم بأنها كافية لإنهاء حالة الجفاف وندرة المياه.

وشدد هؤلاء على الحاجة المستمرة إلى مزيد من التساقطات المنتظمة، لافتين إلى أن بداية الموسم الفلاحي شهدت تأخيرا في الأمطار، ما أثر على عمليات الحرث والزراعة، خاصة في مناطق مثل سوس وعبدة.

وبخصوص التأثير المحتمل على الفرشة المائية، فقد اعتبر ذات المتحدثين أنه “مازال محدودا”، لأن “هذه التساقطات لم تكن مستمرة لفترة كافية حتى تتسرب المياه إلى الأعماق، لكن المراعي استفادت منها بشكل مباشر، ما سيساعد على تحسين ظروف الماشية”.

وبالنسبة لتعبئة السدود، سجل الخبراء أن الوضع “مازال دون المستوى المطلوب”، إذ إن “الزيادة في المخزون المائي مازالت في حدود أربعة مليارات متر مكعب، ومن المنتظر أن ترتفع أكثر عندما تذوب الثلوج أو إذا استمرت الأمطار في الأيام والشهور القادمة”.

وفي ما يخص رفع التدابير المتخذة لتدبير ندرة المياه بعد التساقطات الأخيرة، أورد الخبراء أن “اللجن الجهوية يمكنها أن تراجع الظروف وترفع بعض التدابير محليا في أماكن معينة إذا ثبت علميا أن الوضع تحسن، لكن لا يمكن تعميم ذلك على المستوى الوطني”، مشددين على أن “الأزمة مستمرة ولا يمكن التسرع في تخفيف التدابير الاحترازية إلا بعد تقييم دقيق للوضع في كل منطقة”.

وخلص هؤلاء إلى أن الحديث عن نهاية موسم الجفاف بمجرد هطول هذه الأمطار ليس دقيقا، لأن “الجفاف الذي نعيشه ليس جفافا عاديا كما في الماضي، بل هو مرتبط بالتغير المناخي، ومادام هذا التغير لم ينته، بعد فلا يمكن الجزم بأن الجفاف زال نهائيا”، مبرزين أن “تحسن الظروف المطرية حتى خلال سنة أو سنتين لا يعني انتهاء تأثيرات التغيرات المناخية”.