موجة حر تضرب الفلاحة المغربية: محاصيل مهددة واستنزاف متزايد للمياه

موجة حر تضرب الفلاحة المغربية: محاصيل مهددة واستنزاف متزايد للمياه مجتمع

agadir24 – أكادير24

شهدت مناطق متعددة من المغرب موجة حر استثنائية خلال الأيام الأخيرة، حيث تجاوزت درجات الحرارة في بعض الجهات 46 درجة مئوية، وهو ارتفاع غير مسبوق تجاوز المعدلات الموسمية بما بين 10 إلى 15 درجة.

ويرى عدد من الفاعلين في المجال الفلاحي أن هذه الظاهرة المناخية غير الاعتيادية باتت تشكل تهديدا حقيقيا للفلاحة المغربية، خاصة في ظل استمرار الجفاف للسنة السابعة على التوالي.

وبحسب هؤلاء، فإن موجات الحر المفاجئة تؤثر بشكل مباشر على سلاسل الإنتاج الزراعي، خاصة الأشجار المثمرة والخضروات، التي تمر حاليا بمراحل حساسة من النمو والنضج، حيث تعد فواكه الموسم والحوامض والبواكر من أكثر المنتجات تضررا، نظرا لحساسيتها لدرجات الحرارة المرتفعة خلال فترات الإزهار وتكوين الثمار.

وأوضح ذات الفاعلين أن الحرارة المفرطة تسرع عملية النضج بشكل غير طبيعي، مما يؤثر سلبا على جودة المنتوج من حيث الحجم والطعم والمظهر العام، محذرين من أن استمرار موجة الحر لأكثر من أسبوع قد تكون له تداعيات وخيمة، لا تقتصر فقط على الفلاحة التقليدية، بل تطال حتى الزراعة المغطاة، التي تعتبر ملاذا لمواجهة التقلبات المناخية، لكنها تفقد فعاليتها تحت الإجهاد الحراري الشديد.

وفي سياق متصل، نبه ذات المتحدثين من ارتفاع الطلب على مياه السقي، حيث يؤدي الإجهاد الحراري إلى رفع حاجيات المزروعات من الماء إلى أكثر من ثلاثة أضعاف الكمية المعتادة، ما يفاقم الضغط على الموارد المائية المتناقصة أصلا.

ويبرز الوضع المناخي الحالي هشاشة المنظومة الفلاحية بالمغرب، التي تعاني منذ سنوات من تبعات التغيرات المناخية، في غياب حلول تأقلم فعالة على نطاق واسع، كتوسيع نظم الري بالتنقيط، واستخدام أصناف زراعية مقاومة للجفاف، وتأهيل بنيات التخزين والتوزيع.

وتشكل موجات الحر المتكررة تحديا كبيرا لمستقبل الفلاحة المغربية، خاصة في ظل الضغط المتزايد على الموارد الطبيعية وتراجع التساقطات، في حين يفرض التغير المناخي نفسه بقوة ويستلزم استراتيجيات جديدة تتجاوز التدخلات الظرفية، نحو إصلاح هيكلي للقطاع الفلاحي، يراعي الاستدامة والنجاعة المائية.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً