تُكثّف الفرقة الوطنية للجمارك من عملياتها وتحقيقاتها في المدن المغربية الكبرى، وعلى رأسها مراكش وأكادير، لمواجهة نشاط شبكة إجرامية منظمة متخصصة في ترويج خمور مزيفة عالية الجودة. هذه الشبكة، التي تُقلّد علامات تجارية عالمية وتستعمل تأشيرات جبائية مفبركة لتضليل المستهلكين والسلطات، جعلت من أكادير إحدى نقاطها الرئيسية.
أكادير في قلب الاستهداف السياحي:
وفقاً للمعلومات الواردة، تُعد أكادير، كوجهة سياحية دولية بارزة، هدفاً رئيسياً لهذه الشبكة المنظمة. حيث تزود عدداً كبيراً من المرافق السياحية الراقية، كالعلب الليلية والمطاعم الفخمة، إضافة إلى الزبائن الخواص عبر موزعين يختارون بعناية فائقة. هذا الأمر وضع المدينة في صلب الاهتمام الأمني والجمركي خلال الفترة الحالية، ضمن تنسيق ميداني يشمل مصالح المراقبة الجهوية في كل من الدار البيضاء، طنجة، أكادير، والداخلة.
مسارات التهريب وتقنيات المراقبة المتقدمة:
كشفت التحريات الجمركية أن مصدر هذه الخمور المغشوشة هو عمليات تهريب قادمة من الموانئ الموريتانية. بعد إدخالها للمغرب، يتم تخزينها في مستودعات سرية تقع في ضواحي المدن الكبرى (بما فيها أكادير) لإعادة تغليفها وتسويقها على أنها منتجات أصلية.
وفي تطور نوعي لأساليب المكافحة، استعانت فرق الجمارك بـ طائرات مسيّرة “درون” لتحديد المواقع الدقيقة لـ مستودعات التخزين ومسارات الإمداد اللوجستية للشبكة. هذا التنسيق الميداني الوثيق مع الأجهزة الأمنية المختصة ساهم بشكل فعال في تضييق الخناق على المتورطين في هذا النشاط غير المشروع الذي يضر بالاقتصاد الوطني ويهدد سلامة المستهلك.
إغراء التخفيضات في المدينة الحمراء:
تشير المعطيات الأولية إلى أن الشبكة استخدمت عروضاً مغرية لاصطياد الزبائن في مراكش (المدينة الحمراء)، حيث كانت الأسعار تقل بنحو 30% عن أسعار الخمور الأصلية. هذا الفارق السعري ساهم في تسهيل ترويج كميات مهمة من المنتجات المغشوشة داخل الأوساط السياحية، ما يرفع من خطورة هذه التجارة على سمعة القطاع السياحي المغربي.


التعاليق (0)