رياح “الليفانتي” ترفع منسوب الهجرة إلى سبتة

مجتمع

       
نقلت وكالة “إفي” الإسبانية عن مصادر أمنية أن عشرات الشبان حاولوا في الساعات الأخيرة (الأحد-الإثنين) دخول سبتة المحتلة في موجة جديدة من محاولات العبور غير النظامي، مستغلين الضباب الكثيف الذي غطى مضيق جبل طارق وقلل من قدرة زوارق الحرس المدني الإسباني على رصدهم.

وأفادت الوكالة بأن معظم المهاجرين هم من المغاربة، مشيرة إلى أن الحرس المدني أُحبط محاولاتهم وأوقف عددا منهم، فيما تمكن سبعة منهم من الوصول سباحة إلى سبتة، انطلاقا من السواحل المغربية.

وتعيش مدينة سبتة المحتلة، منذ أسابيع، على وقع ضغط هجرة غير مسبوق، حيث ذكرت صحف إسبانية عديدة أن هذا الوضع ناتج عن تداخل عوامل طبيعية وبشرية وسياسية، في مشهد يعيد إلى الأذهان أحداث ماي 2021، حين دخل أكثر من 10 آلاف مهاجر إلى المدينة في يومين فقط.

وفي هذا السياق، أفادت الصحيفة الإسبانية “El Debate” بأن الظروف الجوية، الممزوجة بهدوء البحر فتحت نافذة عبور خطيرة للمهاجرين، وهو ما دفع قوات الحرس المدني الإسباني إلى الرفع من منسوب المراقبة المشددة للحدود البحرية والبرية، في مواجهة هذه الظاهرة التي تتكرر خلال فصل الصيف.

ويتعلق الأمر، بحسب المصدر نفسه، برياح “الليفانتي” التي تهب في هذه الفترة على مضيق جبل طارق، وتتسبب في ضباب كثيف، خصوصا خلال الليل، ما يمنع الدوريات البحرية من اكتشاف محاولات العبور.

وأوردت الصحيفة أن كثيرا من المهاجرين يتشجعون على خوض مغامرة العبور بسبب انتشار مقاطع فيديو ورسائل على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة “تيك توك” و”إنستغرام”، ينشرها شبان نجحوا في الوصول إلى إسبانيا، وهو ما يحفزهم على تكرار التجربة رغم المخاطر البالغة.

ومن جهتها، كشفت صحيفة “Ceuta Actualidad” أن النيابة العامة في تطوان تحقق حاليا في شبكة يشتبه في تنظيمها عمليات خروج جماعية من مدينة الفنيدق نحو سبتة المحتلة، مشيرة إلى أن وحدة من الدرك الملكي انتقلت إلى سيدي علال البحراوي قرب الرباط لتفكيك هذه الشبكة.

وأكدت الصحيفة ذاتها أن المغرب شدد بدوره إجراءات المراقبة على الحدود، إذ أغلق الممر الساحلي بين الفنيدق والمعبر الحدودي بسياج، فيما تواصل زوارق الشرطة المغربية دورياتها لمنع محاولات القفز إلى البحر.

وعلى الرغم من ذلك، يتمكن بعض المهاجرين من الوصول إلى المياه الإقليمية الإسبانية، وهو ما رفع منسوب الانتقادات الموجهة من الداخل الإسباني إلى حكومة بيدرو سانشيز، خصوصا وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا، لعدم تعزيز قوات الحرس المدني والشرطة الوطنية في سبتة المحتلة رغم المؤشرات المسبقة على موجات العبور.

وفي خضم ذلك، تتوقع الأوساط الإسبانية استمرار هذا النمط من محاولات العبور البحري خلال الأسابيع المقبلة، خاصة مع توافر العوامل المناخية المساعدة وقرب السواحل المغربية، في وقت لم تسجل فيه تعزيزات كافية لمواجهة الوضع القائم.