تتواصل المكاسب الدبلوماسية المغربية في ملف الصحراء، مع اتساع رقعة الدول الداعمة للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، والتي باتت تُعتبر دوليًا الحل الأكثر واقعية للنزاع. ويأتي هذا الزخم في وقت تتوالى التصريحات من عواصم القرار العالمية، مؤكدة على احترام سيادة المغرب على كامل ترابه الوطني، وعلى مركزية مقترح الحكم الذاتي كإطار جدي لتسوية النزاع.
الولايات المتحدة: دعم مستمر رغم تغير الإدارات
بحسب وكالة Associated Press، تواصل الولايات المتحدة التزامها بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء منذ دجنبر 2020، وهو الاعتراف الذي تم في عهد الرئيس دونالد ترامب. ورغم تغيّر الإدارة الأميركية، فإن وزارة الخارجية الأميركية جددت، في بيانات رسمية خلال 2023 و2024، التأكيد على أن واشنطن تعتبر المبادرة المغربية “جادة وذات مصداقية وواقعية”، كما جاء في تقرير AP News.
المملكة المتحدة: دعم واضح وصريح
أعلنت حكومة المملكة المتحدة، وفق تقرير نشرته صحيفة The Guardian بتاريخ 1 يونيو 2025، دعمها الصريح لمقترح الحكم الذاتي المغربي، واصفة إياه بـ”الأساس العملي الوحيد لحل النزاع في الصحراء الغربية”. وأكدت الصحيفة أن هذا الموقف يعكس التزام بريطانيا بأمن شمال إفريقيا وتعزيز شراكتها مع الرباط في مجالات متعددة.
فرنسا: شريك تاريخي وموقف ثابت
أكدت مجلة Le Point في تقرير صدر في مارس 2024، أن الرئاسة الفرنسية جدّدت دعمها “الواضح والمبدئي” للسيادة المغربية على الصحراء، حيث تعتبر باريس مبادرة الحكم الذاتي “حلاً سياسيًا ذا مصداقية”. وشدد الرئيس إيمانويل ماكرون حينها على أهمية احترام وحدة التراب المغربي في إطار شراكة أوروبية جنوبية متوازنة.
ألمانيا و إسبانيا: مواقف داعمة بعد مراجعات سياسية
في أعقاب مرحلة من الفتور، عاد الموقف الألماني ليتماشى مع المقترح المغربي، حيث أشادت الحكومة الألمانية، وفق ما نقله موقع Deutsche Welle، بمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي، لا سيما بعد تطبيع العلاقات مع المغرب سنة 2023. أما إسبانيا، فقد أعلنت رسميًا دعمها للمقترح في مارس 2022، واصفة إياه بـ”الحل الأكثر جدية وواقعية”، حسب صحيفة El País.
دعم إفريقي واسع النطاق
أفادت Africa News بأن أكثر من 30 دولة إفريقية افتتحت قنصليات لها في مدينتي العيون والداخلة، في خطوة عملية تعكس الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه. من بين هذه الدول: السنغال، الكوت ديفوار، الغابون، رواندا، وبوركينا فاسو. ويمثل هذا التحوّل تحولًا لافتًا في الموقف القاري نحو دعم مبادرة الحكم الذاتي.
منظمة الدول الأمريكية والبارلاسينو
أكدت منظمة الدول الأمريكية (OAS) في بيان مشترك صدر سنة 2024، على موقعها الرسمي (oas.org), دعمها الكامل لوحدة التراب المغربي. وفي السياق ذاته، صوّتت غالبية دول بارلاسينو (Parlacen) لصالح المبادرة المغربية خلال اجتماع رسمي في السلفادور في يونيو 2025، وفق ما أوردته وكالة EFE الإسبانية.
نحو حل دولي على أساس السيادة المغربية
تؤكد التحركات الدبلوماسية المتتالية أن المغرب نجح في ترسيخ مبادرة الحكم الذاتي كخيار استراتيجي مقبول دوليًا. اليوم، يتجاوز عدد الدول التي أعلنت دعمها الرسمي للمقترح المغربي حاجز 100 دولة، من بينها قوى كبرى مثل الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، وإسبانيا، إضافة إلى دعم من القارة الإفريقية وأمريكا اللاتينية، فضلًا عن منظمات إقليمية كبرى.
وبات من الواضح أن المبادرة المغربية لم تعد ورقة تفاوضية مؤقتة، بل أصبحت محورًا رئيسيًا في الرؤية الدولية لتسوية النزاع. ويبدو أن معالم الحل تترسخ على قاعدة السيادة الكاملة للمغرب، في إطار حكم ذاتي موسّع تحت إشراف الأمم المتحدة ودعم شركاء دوليين وازنين.
التعاليق (0)