في منعطف تاريخي، وبينما كان نادي حسنية الاتحاد الرياضي لأكادير يخطو بثبات نحو التغيير والإصلاح، مُتجاوزًا تركة الماضي المثقلة بالديون ليُصبح نموذجًا في الحكامة والتدبير المالي، وجد نفسه في مواجهة خصمٍ شرسٍ يرتدي قناع التعصب ويتسلح بسلاح العنصرية المقيتة والقرارات المتحيّزة. فبدل أن يُكافأ على جهوده، اصطدم “سوناص” بسلسلة من القرارات المجحفة وغير المفهومة الصادرة عن العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، لتتحول مسيرته إلى صراع مرير من أجل البقاء في وجه قوىً تسعى لإقصائه.
لقد تجرعت جماهير الحسنية، التي لطالما كانت القلب النابض للفريق وسنده القوي، مرارة الحرمان من مؤازرة فريقها داخل قواعده. فبقرارٍ غريبٍ وشاذ، تم ترحيل جميع مباريات الفريق “المحلية” قسرًا إلى مدنٍ تبعد بمئات الكيلومترات، بل والأدهى من ذلك، إلى مناطق قريبة من معاقل المنافسين، في ضربٍ سافرٍ لمبدأ تكافؤ الفرص ومنح امتيازٍ غير مستحقٍ للخصوم. هذا الإجراء لم يحرم الفريق من قوته الجماهيرية فحسب، بل مثل إهانةً واضحةً لانتماء هذه الجماهير وهويتها.
ولم يتوقف مسلسل الاستهداف عند هذا الحد، بل امتد ليشمل قرارات تحكيمية مشبوهة أثارت الكثير من علامات الاستفهام، وتكرار ممارسات عنصرية بغيضة استهدفت هوية جماهير النادي وانتماءها الجغرافي الأصيل إلى جهة سوس العالمة. هذه التصرفات المشينة، التي تستحضر أسوأ صور التعصب والجهوية الضيقة، أساءت لسمعة كرة القدم الوطنية وقيمها النبيلة، وتركت جرحًا غائرًا في قلوب محبي “غزالة سوس”.
وبعد أن تضافرت هذه العوامل لخلق بيئة معادية للفريق ودفعه نحو المراكز المتأخرة، يقول بلاغ يحمل رقم 3 صادر عن منخرطي نادي حسنية أكادير – الخط الأحمر –، جاء القرار الصادم بفرض نظام “السد” بشكل مفاجئ ومريب، ليُتوّج هذا الاستهداف الممنهج. هذا السيناريو، الذي يفتقر إلى الشرعية ويُثير شكوكًا عميقة حول نزاهة المنافسة هذا الموسم، بدا وكأنه الفصل الأخير في مؤامرةٍ تستهدف بقاء ممثل الجنوب المغربي في القسم الأول. إن تواتر هذه القرارات الانتقائية ضد حسنية أكادير، دون غيره من الأندية الوطنية، يفضح بجلاء الطابع غير الرياضي والمنحاز لهذه الإجراءات، ويكشف عن نيةٍ مبيتةٍ لإقصاء صوت الجنوب من حظيرة الكبار.
في خضم هذا الظلام الكروي، يجد منخرطو نادي حسنية أكادير العزاء والقوة في الدعم الصادق الذي يتلقاه النادي من فعالياتٍ غيورةٍ على مصلحته. فهم يثمنون عاليًا الدعم الثابت لوالي جهة سوس ماسة، والمساندة الفعلية للمنتخبين، والدعم المالي التاريخي للمساند الرسمي، والهبات السخية لأعيان المنطقة، والتضحيات الجسام لجماهير النادي الوفية والمخلصة. هذا الدعم يمثل “الأكسجين النقي” الذي يُبقي جذوة الأمل مشتعلة في قلوب محبي “سوناص”.
ومع اقتراب نهاية البطولة، يوجه منخرطو “الخط الأحمر” في ذات البلاغ الذي توصلت أكادير 24 بنسخة منه ، نداءً مُلِحًا إلى جميع مكونات النادي للتوحد ونبذ الخلافات وتغليب مصلحة الفريق العليا. ويدعونهم إلى التشبث بالحقوق والدفاع عنها بكل الوسائل القانونية، والالتفاف حول مشروع الإصلاح، حتى تنجلي هذه الغمة السوداء وتعود “غزالة سوس” إلى مكانها الطبيعي بين نخبة أندية كرة القدم الوطنية. إنها معركة كرامة، ومعركة ضد التعصب والتحيّز، ومعركة من أجل أن يبقى صوت سوس مدويًا في سماء الكرة المغربية.
التعاليق (0)