حلّ وفد رسمي رفيع المستوى صباح الثلاثاء 22 يوليوز 2025 بجماعة تنالت بعمق المجال الجبلي لإقليم اشتوكة أيت باها، من أجل المشاركة في فعاليات الذكرى السنوية لوفاة الشيخ سيدي الحاج الحبيب التنالتي، التي تحوّلت إلى أحد أبرز المواسم الدينية بجهة سوس ماسة، يقصدها الزوار من مختلف أنحاء المغرب.
وترأس الوفد الرسمي والي جهة سوس ماسة سعيد أمزازي، رفقة عامل إقليم اشتوكة أيت باها محمد سالم الصبتي، ورئيس الجهة كريم أشنكلي، إلى جانب شخصيات مدنية وعسكرية وممثلي السلطات والهيئات المحلية، فضلًا عن جمع غفير من طلبة المدرسة العتيقة وزوار الموسم.
وانطلقت فعاليات الذكرى في أجواء روحانية مفعمة بعبق التاريخ، حيث تمت تلاوة آيات من الذكر الحكيم، ورفعت أكف الضراعة بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله، وولي العهد الأمير مولاي الحسن، والأسرة الملكية، كما تمت قراءة الفاتحة ترحمًا على الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما.
وعبّر الحضور عن تقديرهم لمكانة الشيخ الحاج الحبيب، باعتباره من أعلام التصوف والزهد والعلم بسوس، ومن الرواد الذين ساهموا في نشر تعاليم الدين الإسلامي المعتدل، عبر مدرسته العتيقة التي ما تزال تؤدي رسالتها في تحفيظ القرآن الكريم وتعليم العلوم الشرعية واللغوية.
دور المدرسة العتيقة ومكانتها:
ساهمت المدرسة العتيقة سيدي الحاج الحبيب، منذ تأسيسها، في تخريج أجيال من العلماء والفقهاء الذين واصلوا أداء الرسالة العلمية والروحية النبيلة، مع التشبث بثوابت الأمة المغربية، وعلى رأسها التمذهب بالمذهب المالكي، والوسطية في التدين، والوفاء للهوية الوطنية.
وضمن هذا الإطار، زار الوفد الرسمي مرافق المدرسة العتيقة بعد تأهيلها، واطّلع على:
- المسجد الكبير المخصص للصلاة.
- المسجد الصغير بطابعه التقليدي.
- حجرات الدراسة.
- مراقد الطلبة.
- مرافق الخدمات.
ويتابع أكثر من 220 طالبًا دراستهم في علوم الدين واللغة والمذهب المالكي، ضمن مسار تعليمي يحتفظ بأصالته ويواكب التحديات الراهنة.
ندوة علمية في صلب الموسم:
تميّز الموسم الديني بتنظيم ندوة فكرية علمية حول موضوع:
“دور المدرسة العتيقة سيدي الحاج الحبيب في ترسيخ المذهب المالكي”،
بتأطير من المجلس العلمي المحلي والمديرية الإقليمية للأوقاف والمدرسة العتيقة، حيث تم تسليط الضوء على:
- خصوصيات المدرسة المغربية في الفقه المالكي.
- إسهامات المدارس العتيقة في تأصيل وترسيخ المذهب.
- تحديات الحفاظ على النموذج المغربي الأصيل في التدريس والتكوين.
وأكد المتدخلون على أهمية الاستمرار في دعم المدارس العتيقة، لما تقوم به من أدوار علمية وتربوية وأخلاقية في تحصين القيم المجتمعية وتعزيز الانتماء الديني والوطني.