شهدت مناطق مختلفة من المغرب خلال نهاية الأسبوع المنصرم تساقطات مطرية وثلجية مهمة، مما أحدث فرحة واسعة بين الفلاحين والمزارعين، بعد سنوات متتالية من الجفاف الذي طال الأراضي والماشية، وأجبر السكان على الخروج في احتجاجات مطالبة بالمياه.
وأكد خبراء في البيئة والمناخ أن التساقطات المسجلة خلال شهر نونبر ستساهم في تحسين الغطاء النباتي وتراجع أسعار الأعلاف، وتشجيع الفلاحين على العودة إلى الحقول واستئناف الأنشطة الزراعية بعد سنوات من شح الموارد المائية.
وأوضح الخبراء أن الفوائد الإيجابية لهذه الأمطار تشمل جميع القطاعات الفلاحية والرعوية، إذ ستعمل على رفع رطوبة التربة وتوفير الظروف المثالية لحرث الأراضي وبذر الحبوب في الوقت المناسب، كما ستسهم في توسعة مساحات الزراعات البورية الخريفية وتحسين إنتاجية وجودة محصول الزيتون البوري.
وفي سياق متصل، أشار المتخصصون إلى أن التساقطات المطرية ستخفف الضغط على الأعلاف وتسرع من توفير الكلأ، ما يقلص التكاليف على الفلاحين ويعزز الإنتاج الحيواني.
وفيما يخص المرتفعات، فمن المنتظر أن تسهم الثلوج في تغذية الفرشات المائية، ما يدعم استدامة الموارد المائية على المدى الطويل، خاصة إذا استمرت المنخفضات الرطبة خلال الأيام المقبلة.
ومع توقع استمرار هذه التساقطات المطرية والثلجية، يلوح في الأفق موسم فلاحي واعد يعيد الأمل للمزارعين ويخفف من وطأة الجفاف، فرغم التحديات المستمرة، تبدو الظروف الحالية مواتية لتحقيق إنتاج زراعي مستدام يضمن الأمن الغذائي ويقلص آثار سنوات العطش على مناطق المغرب الأكثر تأثرا.
