تحولت حالة الحزن والغضب التي تملكت العديد من الكسابة ومربي الماشية بعد قرار إلغاء ذبح الأضاحي في عيد الأضحى المبارك إلى فرحة بالغيث الذي عم أرجاء البلاد طيلة الأيام القليلة الماضية.
هذا، وقد شهدت مختلف أقاليم وجهات المملكة تساقطات مطرية كثيفة في الأيام الثلاثة الأخيرة، مخلفة حالة من الارتياح العام لدى الساكنة بسبب الانفراجة الكبرى التي بددت جزءا من المخاوف إزاء ما ألحقته سنوات الجفاف المتواصلة بالبلاد والعباد.
وتناقل عدد من “الكسابة” في البوادي والقرى صورا ومقاطع فيديو توضح فرحهم الكبير بالمطر الذي غاب عن مناطقهم لسنوات متتالية، معبرين عن استبشارهم خيرا بها، فيما اعتبرها البعض “جزاء على صبرهم واحتسابهم”.
وأكد هؤلاء أن التساقطات المطرية “جاءت في وقت مناسب كان يعيش فيه “الكسابة” ترددا واضحا ومخاوف من المستقبل الغامض بعد قرار إلغاء النحر في عيد الأضحى”.
وتابع ذات المتحدثين بأن “التساقطات الكثيفة التي أنقذت البلاد والعباد فتحت باب الأمل للمراهنة على الاحتفاظ بالماشية عاما آخر بسبب توفر الكلأ والعودة إلى الرعي مجددا، والتخفيف من مصاريف الأعلاف المكلفة، بعدما كان كثيرون يفكرون في الخروج من الأزمة بأقل الأضرار”.
وأكد هؤلاء أن التساقطات التي سجلتها أقاليم المملكة “ستشجع الكسابة والفلاحين على الاحتفاظ برؤوس الأغنام التي يملكونها وعدم بيعها بسبب تراجع أسعارها الكبير في السوق”، مبرزين أنهم “لم يكونوا يتخيلون أن ينقلب الوضع بهذه السرعة والخير العميم”.
وعبر هؤلاء عن ثقتهم في أن تحدث التساقطات المسجلة حالة جديدة من الثقة والأمل في المستقبل، إذ “ستشجعهم على الصمود والاستمرار في الحفاظ على القطيع والاشتغال عليه من أجل تعزيز المنتج الوطني وتفادي الخسائر الناجمة عن إلغاء النحر في العيد”.
يذكر أن معظم أقاليم المملكة، خاصة المعروفة بتربية الأغنام، مثل سطات وقلعة السراغنة والرحامنة وبني ملال والجديدة وآسفي وبرشيد، بالإضافة إلى مكناس والقنيطرة والعرائش والقصر الكبير وباقي أقاليم الشمال، شهدت تساقطات مطرية مهمة أبهجت الفلاحين ومسحت عنهم جزءا من الضيق الناتج عن إلغاء النحر في عيد الأضحى.