في مواجهة هي الأسوأ هذا الموسم فشل فريق حسنية أكادير في تقديم أي شيء يذكر أمام أولمبيك أسفي في اللقاء الأخير. كانت المباراة بمثابة محاكمة حقيقية لمستوى الفريق، حيث ظهر وكأن اللاعبين ليس لديهم أي حافز أو رغبة في تقديم أداء يليق بتاريخ النادي وجماهيره.
في البداية يمكن القول أن الدفاع كان على درجة عالية من الفوضى، أخطاء فادحة تكررت طوال المباراة، كأن اللاعبين فقدوا التركيز أو أن هناك غيابا تاما لأي خطة تكتيكية. حتى الروح القتالية غابت بشكل تام، ليظهر الفريق وكأنه ينتظر صافرة النهاية فقط، دون أن يهمهم مصير المباراة أو سعيهم لتحقيق الفوز. اللاعبون كانوا تائهين في الملعب وكأنهم لم يتلقوا أي تعليمات من المدرب. كان الانتشار في الملعب سيئا، وتحركات اللاعبين بدت غير منظمة تماما، لدرجة أن البعض بدأ يتساءل هل هذا هو فريق في البطولة الاحترافية أم فريق هاو من فرق الأحياء؟
في المقابل لعب أولمبيك أسفي وكأنهم في حصة تدريبية، مستغلين كل ثغرة في دفاع الحسنية بسهولة ومحققين انتصارا مستحقا دون عناء. لم يظهر أي ضغط على لاعبي أسفي طوال المباراة، مما يجعلنا نتساءل: أين هي هيبة فريق الحسنية؟ وأين هي تلك الروح القتالية التي لطالما كان يتميز بها الفريق؟
إلى جانب الأداء الباهت داخل الملعب يظل المكتب المسير للفريق أيضا جزءا من المشكلة. أين هو مكتب الحسنية المسؤول عن إدارة شؤون الفريق؟ هل يقتصر اهتمامهم فقط على تسديد الديون ، بينما يغفلون عن الاهتمام بالجانب الرياضي؟ لا يوجد أي برنامج واضح يعيد للفريق بريقه، هل أصبح فريق حسنية أكادير مجرد مشروع مالي بعيد عن طموحات جماهيره؟
الجمهور الحسني الغيور على فريقه هو الآخر لم يجد أي مبرر لهذا الأداء المتدني، حيث بذلوا جهدا كبيرا للسفر ودعم الفريق في المدرجات، في حين لم يجدوا أي رد فعل إيجابي من اللاعبين. إنهم يرون تضحياتهم تهدر أمام أداء سيئ لا يليق بجماهير لا تنتظر سوى الانتصار والاحتفال مع فريقها.
وفي النهاية يبقى السؤال الأكبر: إلى متى ستستمر هذه الحالة؟ هل سيظل فريق حسنية أكادير بعيدا عن المسار الصحيح في ظل غياب التخطيط الجيد وعدم الاهتمام الجاد بمشاكل الفريق؟ الإجابة على هذه الأسئلة قد تكون مفتاح المستقبل، لكن في الوقت الحالي من الواضح أن النادي بحاجة ماسة إلى إعادة ترتيب أوراقه بشكل جذري سواء على مستوى اللاعبين أو الإدارة، وإلا فسيستمر الانحدار الذي نراه اليوم.
التعاليق (0)