الزفزافي:تحدثت مباشرة مع الملك و الفيزازي يهاجمه:تلعب بالنار وتخاطب الملك كأحد أبناء حارتك
أخبار وطنية
ahmed
طالب ناصر زفزافي قائد الحركة الاحتجاجية في مدينة الحسيمة بـ”ضمانات” بعد أن تعهدت الدولة تنفيذ مشاريع لتنمية المنطقة.
وقال زفزافي لوكالة فرانس برس عبر الهاتف “الدولة المغربية لها خطاب مزدوج. بالأمس تتهم اهل الريف بالانفصال واليوم تجيء للتحدث معهم”، مضيفا “لمدة 60 عاما والدولة المغربية تتحدث عن التنمية في المنطقة، نحن لا نثق في هذه الدولة اليوم”.
وتابع زفزافي “نحن نريد ضمانات ومحاضر موقعة حتى نتمكن من (…) رصد وتتبع المشاريع”.
وأوضح أنه تم تقديم “مشروع منارة المتوسط أمام الملك سنة 2015 (…) وعندما رأت الدولة أن الحراك اصبح قويا اليوم جاءت للإسراع في تنفيذ هذا المشروع في عام 2017”.
وأضاف زفزافي “اليوم ليست هناك ضمانات من الحكومة حتى نتمكن من وقف الحراك”.
واوضح “تحدثت مباشرة إلى الملك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انا لا اثق في الدكاكين السياسية ولا في الجمعيات الانتفاعية، والملك لديه كل الصلاحيات لتعيين اللجنة التي ستتحاور معنا”، مضيفا “لكن لحد الآن نعتقد أن الدولة غائبة، وأنها دولة عدمية، نحن لسنا عدميين نحن اهل الحوار”، مشددا على ان “الحوار يجب أن يكون وفق شروط يحددها الحراك الشعبي”.
من جهته وجه الشيخ السلفي، محمد الفيزازي، رسالة “عتاب” إلى الناشط الريفي ناصر الزفزافي، طالبه فيها بإحترام الوحدة الوطنية للمغرب والملك محمد السادس، وطالبا منه “التعقل” والكف عن “اللعب بالنار” وبث الفتنة في أوساط سكان منطقة الريف. وتجنب المصطلحات التي تحط من قيمة الجيش والدرك والأمن والمؤسسات
وهذا نص رسالة الفيزازي:
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى السيد ناصر الزفزافي:
السلام عليكم وبعد:
بما أنك أصبحت الآن رمزا “للحراك ” في الحسيمة.
وبما أنك تعتمد في خطابك النص الديني،
وبما أنك كسرت جميع الطابوهات،
وبما أنك عاهدت الله تعالى على الموت في سبيل “شعبك”
وبما أنك بلغت من الجرأة مبلغا حتى بت تخاطب ملك البلاد كما تخاطب واحدا من حارات المدينة…
وبما أنك تتحدث عن أهلنا في الريف كما لو كنت تتحدث عن دولة محتلة من قبل المملكة المغربية،
وبما أنك تصف كل من له رأي مخالف لرأيك بالمنافقين والخونة و… الخ،
وبما أن راية الوطن مغيبة عن المشهد بين يديك فضلا عن صور الملك رمز الوحدة الوطنية،
ثم
وبما أن الدين النصيحة… فقد أحببت أن أوجه لك كلمات أخ في سن أبيك مشفق عليك وعلى من يتحلق حولك من المعجبين بحماسك واندفاعك….
أخي الزفزافي اسمعها مني خالصة لوجه الله:
– المطالب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية مطالب مشروعة لا يختلف حولها اثنان ولا ينتطح فيها عنزان.
وهي ذات المطالب في كثير من مناطق المغرب .
فدفاعك المستميت عن حاجيات الريف العزيز تحديدا في تجاهل تام لحاجيات أهالينا في الأطلس وسوس والشرق وباقي المناطق… يجعل خطابك انفصاليا بلسان الحال ومفهوم المقال. وهذه عنصرية واضحة.
– لا تغتر ب”نصرك” المبين على الدولة فالأمر أعمق مما تتصور… حلم (بكسر الحاء) الدولة ليس جبنا ولا خوفا منك… صدقني. الدولة تنظر بعيدا جدا إلى الموضوع بالطول والعرض. ولها حسابات استراتيجية أعمق مما تدركه أنت… وأنا هنا لست ناطقا باسم الدولة. لكني ربما أعلم ما لا تعلم…
– خطابك الديني حجة عليك وليس لك. فالدين الحنيف يأبى التفرقة. ويجرم الخروج على السلطان. ويدين مفارقة الجماعة “والجماعة هنا شعب المغرب من طنجة إلى لكويرة” وليس شعب الريف وحده كما تدعي…. فلا فرق بين ريفي وجبلي وسوسي وحساني ودكالي وعبدي وغيرهم من المغاربة في المواطنة.
– وصفك للجيش والدرك والأمن والمؤسسات بكلمات حاطة من التقدير والاحترام عيب منك لا يليق بك.
– اعلم أن المغرب لا تنجح فيه ثورة ولا يفلح فيه انقلاب. لاعتبارات موضوعية متعددة رغم وجود غير قليل من الفساد والاستبداد…
إمارة المؤمنين، وحدة المذهب، عمق الانتماء إلى الإسلام، حب الشعب لملكه بما فيهم أهل الريف، إجماع علماء الأمة على وجوب وحدة الصف ونبذ الانشقاق،،،، كل ذلك يجعل صراخك وصياحك من غير طائل… وأشبه ما يكون بالضرب على حديد بارد.
هل ترى بجانبك أخي الزفزافي عالما واحدا؟ الحقيقة ولا أحد. فكيف تتوهم النصر على دولة وانت عار عن العلم والعلماء… فلا تتحدث عن الشهادة والثبات ووو ولا شيء من العلم ولا أحد من العلماء يساندك.
تعقل ياأخي واغتنم الفرصة. فقد أرسل الملك رئيس الحكومة ووزراء ذوي الصلة للحوار وتنفيذ مطالب الساكنة المشروعة. فلا داعي للفتنة واللعب بالنار.
وفي الختام أحيي شباب الحسيمة المتحضر…. الذي أبان عن وعي لمخاطر الانفلات وأظهر للقريب والبعيد رقيه وتألقه وانضباطه بتفويت كل الفرص على أعداء الوطن والمتربصين بأمنه واستقراره.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ.
طنجة في / الخميس 28 شعبان 1438 موافق 25 ماي 2017.