تزامنا مع الوقفات الاحتجاجية التي يقوم بها ما يطلق عليهم جيل Z، حاولت الحكومة حصر مطالب الشباب المذكور في الصحة والتعليم ، فهل ما تم الاعلان عنه هو ما خرج من أجله هؤلاء الشباب إلى الشارع ،وهل الاحزاب المكونة للحكومة قادرة فعلا على انجاز إصلاح حقيقي يستطيع إخراج المغرب من النفق؟.
الناطق باسم الحزب الذي يترأس الحكومة ، قال متحدثا لوسائل الإعلام ،إن حكومته تتبعت (_تدخلات الشباب و المستوى الفكري وغيرتهم على قطاع الصحة بالبلاد) .
ويبدو أن المتحدث ،يحاول الإجابة عن سؤال جوهري طرح بمناسبة خروج هؤلاء الشباب ،وهو ماهي مطالب هذه الفئة وما ذا يريدون من الحكومة التي يحتجون ضدها ؟ليكون جواب المتحدث حسب فهم الحكومة هو ما ذكره لوسائل الإعلام ،اي ان تظاهرات الشباب كانت بسبب تدهور قطاع الصحة بالمغرب .
والغريب في تصريح المتحدث أن فهمه وحكومته للشباب بما ذكر لم يأتي اعتباطيا ،وإنما بعد قراءة _لفكر_ شبيبة Z، ومعرفة مستوى فكرهم ،والذي خلصت من خلاله إلى معرفة غيرتهم على الصحة بالبلاد.
والسؤال الذي يطرح بناء على ما ورد في كلا م الناطق باسم حزب الاعلبية في البرلمان، هو متى كان الفكر ينتج غيرة على قطاع الصحة ؟.
إن المستخلص من كلام المتحدث هو: إما أن الحكومة وبعد دراسة خبرائها لتدخلات الشباب المتظاهرين ،اقتنعت بأن هؤلاء الشباب لا مستوى فكري لهم ،وأن ورود كلمة فكر على لسان المتحدث ما هي إلا تصريح مجاملة في حقهم ، وإما أن الحكومة بكلامها ذلك إنما تريد تبخيس مطالب الشباب وبالتالي تؤكد عدم قدرتها على حلحلة الوضع القائم والخوض في إيجاد حلول للازمة البنيوية التي تطال مجالات كثيرة .
والتابت من المشهد الحالي بالمغرب هو أن الشباب المتظاهر عجز حتى الآن عن تقديم ورقة تعريفية لمشاكله او مشاكل المجتمع المغربي ككل وبالتالي تحديد سبب تظاهره .
،ولأن الحكومة بتركيتها الحالية وباعتماد مسار احزابها غير قادرة على الخوض في أزمات المغرب التي تطال ليس فقط ما هو مادي اقتصادي، وإنما كذلك إلى ما هو معنوي مجتمعي ، بحكم التحولات الكبرى التي غيرت من صورة المغربى الأصلية، ومن هويته الشيئ الكثير والتي تنحو به في اتجاه مجهول .
إن سبب عجز الاحزاب المكونة للحكومة عن معالجة المشاكل التي يتخبط فيها المغرب لا تعود لبنيتها وخلفيتها الايديولوجية فقط ،ولكن يتعدى ذلك إلى الأشخاص المنتميين اليها سواء كقيادات حزبية ،او منخرطين فيها ،والتي لم يكن انخراطهم فيها بدافع خدمة الوطن، ولكن لتحقيق مصالح شخصية .
والوقوف على حقيقة ذلك ما عليك أيها القارئ الكريم ، سوى طرح الأسئلة التالية عليهم ومعرفة جوابها منهم ،وهي ماذا يعرف هؤلاء المنتمون عن مفهوم الحزب السياسي ، وهل له كمنتمي قناعة فكرية او خلفية ايديولوجية يدافع عنها وهو منخرط في الحزب الذي اختار العمل فيه ؟، ثم ما هو هدفه او غايته عندما انضم إلى أحد تلك الاحزاب ؟ ثم ما ذا يعرف عن تاريخ الاحزاب السياسية بالمغرب ؟ وعندها ستخلص أن الازمة بالمغرب هي أكبر واعمق من ان يتولى معالجتها الذين يمثلون المغاربة حاليا سواء الممثلين لهم سواء على مستوى البرلمان او كوزراء حكوميون .
وفي انتظار ما سيحمل الغد ،فإن المطلوب من كل مغربي هو أن يدعو الله صادقا ،بأن يحفظ هذالوطن ،وأن ينجي المغاربة من كل سوء، وأن يفرج كربهم ،وإن يبعد عن تسيير أمورهم الانتهازيون، و من يهتمون بمصالحهم الخاصة، وان يعوضهم بمن يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ،والله المستجاب .
الاستاذ اليزيد كونكا