يناير .. بالتيفيناغ: ⵉⵏⵏⴰⵢⵔ، أو ناير أو جانفي، حسب اختلاف اللهجات الأمازيغية والمغاربية في شمال أفريقيا هو أحد الشهور الأمازيغية، فهو الشهر الأول من السنة الأمازيغية، ويتزامن حلوله مع اليوم الثاني عشر من بداية السنة الميلادية.
التقويم الأمازيغي
التقويم الأمازيغي أو التقويم الفلاحي أو التقويم العجمي هو تقويم زراعي قليل ما يستعمل في دول شمال أفريقيا. يعرف أيضًا بـ التقويم الفلاحي (أي الريفي) نظرا لارتباطه الوثيق مع الفلاحة والزراعة في شمال إفريقيا أي من أجل تنظيم الأعمال الزراعية الموسمية.
والسنة الأمازيغية تبتدئ من سنة تسعمائة وخمسين قبل الميلاد، وبالتالي فإن التقويم الأمازيغي يزيد تسعمائة وخمسين سنة عن التقويم الميلادي، فمثلا توازي السنة الأمازيغية 2972 السنة 2022 الميلادية.
أسماء شهور التقويم الأمازيغي مشتقة من اللاتينية.
أول يوم من شهر «يناير» (وهو بداية السنة عند الأمازيغ) يتوافق مع يوم 12 كانون الثاني من التقويم الجريجوري، والذي يتزامن مع الإزاحة التي تراكمت خلال القرون بين التواريخ الفلكية والتقويم اليولياني وهذا اليوم يسمّى بـ «إيض ناير» أي ليلة رأس السنة الجديدة.
طول السنة وطول الشهور عند الأمازيغ هو نفسه في التقويم اليولياني: ثلاث سنوات مكونة من 365 يوما تليها سنة كبيسة مكونة من 366 يوم، والشهر ينقسم إلى 30 أو 31 يوم مع بعض الاختلافات الطفيفة في حسابات شهر فبراير.
أما تأخر رأس السنة الأمازيغي عن الروماني بـ 12 يوما يرجع إلى المعتقدات الأمازيغية التي لا تزال تروى في المنطقة الأوراسية الشاوية وهي قصة المعزة المسماة سلف المعزة: آرطّال ن’تغاطّ ⴶⵔⴻⵜⵜⴰⵍ ⵏⵜⵖⴰⵜⵜ
بينما أكد (Jean Servier) أن التقويم الأمازيغي ليس مشتقًا من التقويم اليولياني كما يظن علماء الفلك، وإنما من التقويم القبطي – المشتق من التقويم المصري.
قصة سلف المعزة
حسب المعتقدات الميثولوجية الأمازيغية استهانت عنزة بقوى الطبيعة فاغترت بنفسها وخرجت تتراقص وتتشفى في شهر يِناير الذي انتهى وذهب وذهبت معه ثلوجه وعواصفه وبرده عوض أن تشكر السماء كانت تتحدّى الطبيعة، فغضب يناير وطلب من فورار أن يقرضه يوما حتى يعاقب المعزة على جحودها وجرأتها، ومن هنا جاء تناقص أيام فورار وإضافة يوم إلى ينايِر (31 يوما)وهدد المعزة قائلا لها: نسلّف نهار من عند فورار ونخلي قرونك يلعبو بهم الصغار في ساحة الدوار ففي يوم 31 قام يناير بإثارة عواصفه وزوابعه وثلوجه حيث لقيت المعزة مصرعها… وإلى يومنا هذا يستحضر بعض الأمازيغ يوم سلف المعزة ويعتبرون يومها يوم حيطة وحذر، ويفضل عدم الخروج للرعي 12 يوما مخافة عاصفة شديدة.
هناك نماذج شبه موحدة لأسماء التقويم الأمازيغي، ويتضمّن الجدول أدناه على الأسماء المتعارف عليها في تونس والجزائر والمغرب، وهي مختلفة من منطقة إلى أخرى في شمال أفريقيا؛ بسبب سوء التواصل، والتلاعب الحكومي، واختلاف اللهجات المحلية بين المغاربة والأمازيغ.
الأشهر الأمازيغية
شهور السنة (في ليبيا والمغرب) | شهور السنة (في تونس والجزائر) | شهور السنة الأمازيغية | شهور السنة (في منطقة السهوب) |
يناير | جانفي | يناير | الناير |
فبراير | فيفري | فورار | فورار |
مارس | مارس | مارس | مغرس |
أبريل | أفريل | يبرير | يبرير |
ماي | ماي | مايو | مايو |
يونيو | جوان | يونية | يونيا |
يوليوز | جويلية | يوليز | يوليا |
غشت | اوت | غُشت | غُشت |
شتنبر | سبتمبر | شتنبر | شتانبر |
أكتوبر | أكتوبر | طوبر | توبر |
نونبر | نوفمبر | وانبر | فمبر |
دجنبر | ديسمبر | جنبر | جامبر |
الشهور الشمسية الأمازيغية ذات الأصل الروماني أو الأوروبي:
Yennayer أو Yanyur (يناير)
Yebrayer أو Sinyur (فبراير / يبراير)
Mares أو Meɣres أو Krayur (مارس)
Yebrir أو Kuzyur (أبريل)
May أو Semyur (ماي)
Yunyu أو Sedyur (يونيو)
Yulyuz أو Sayur أو izeɣ (يوليوز)
Ɣuct غوشت) أو) Tamyur (غشت)
Cutembir أو Tzayur (شتنبر / شتمبر)
Ktuber أو Mrayur (أكتوبر)
Nwanbir أو Yemrayur (نونبر)
Dujembir أو Duǧember أو Meggyur (دجنبر / دجمبر)
الشهور القمرية الإسلامية الطوارقية:
يستخدم الطوارق في جنوب الجزائر ومالي والنيجر أسماء خاصة للشهور الإسلامية العربية. وبعض الشهور القمرية الطوارقية الإسلامية المستخدمة ظهر في اللغة الطوارقية مع انتشار الإسلام بينما يرجع أصل بعض الشهور الأخرى إلى التقويم الطوارقي السابق للإسلام.
ويجب الانتباه إلى أن أسماء الشهور القمرية الطوارقية الإسلامية ليست ترجمات لمعاني أسماء الشهور العربية الإسلامية، وإنما هي أسماء ذات معاني أخرى ولكن تستخدم كمقابلات أو معادلات للشهور الإسلامية.
Tamessdeq (تامسّدق) أو Tin Dufan : يقابل «محرم» العربي الإسلامي
Tallit Seṭṭeft (تالّيت سطّفت): يقابل «صَفَر» العربي الإسلامي
Tallit Erɣet (تالّيت ارغت): ربيع الأول
Awhim Wa Yezzaren : ربيع الثاني
Awhim Wa Yelkamen : جمادى الأولى
Sarat (سارات): جمادى الثانية
Tinamɣarin (تينامغارين): رجب
Amezzihel (أمزّيهل) شعبان
Tin Oẓom (تين وژوم): رمضان
Tissi (تيسّي): شوال
Tan Ger Madden (تان گر مادّن): ذو القعدة
Tafaski : ذو الحجة
الشهور الأمازيغية القديمة ما قبل الإسلام وما قبل الرومان:
تنبيه: طريقة كتابة أسماء هذه الشهور الأمازيغية القديمة هي وفق طريقة النطق الأمازيغي القديم الذي كان سائدا في شمال أفريقيا والذي كان أقرب إلى النطق الطوارقي الحالي، حسب ما تشير إليه الدراسات.
الشهر 1 : Tayyuret Tezwaret (المعنى: القمر الأول)
الشهر 2 : Tayyuret Teggʷerat (المعنى: القمر الأخير)
الشهر 3 : Yardut
الشهر 4 : Sinwa
الشهر 5 : Tasra Tezwaret (المعنى: القطيع الأول)
الشهر 6 : Tasra Teggʷerat (المعنى: القطيع الأخير)
الشهر 7 : Awdayeɣet Yezwaren (المعنى: الظبي الأول)
الشهر 8 : Awdayeɣet Yeggʷeran (المعنى: الظبي الأخير)
الشهر 9 : Awzimet Yezwaren (المعنى: الغزالة الأولى)
الشهر 10 : Awzimet Yeggʷeran (المعنى: الغزالة الأخيرة)
الشهر 11 : Aysi
الشهر 12 : Nim
4/ الفصول الأمازيغية:
Tafsut : الربيع: ⵜⴰⴼⵙⵓⵜ
Anebdu أو Awilan : الصيف: ⴰⵏⴱⴷⵓ أو ⴰⵡⵉⵍⴰⵏ
Amwan : الخريف: ⴰⵎⵡⴰⵏ
Tagrest أو Tajrest : الشتاء: ⵜⴰⴳⵔⵙⵜ أو ⵜⴰⵊⵔⵙⵜ
الأيام بالأمازيغية
الأيام بالعربية | الأيام بالأمازيغية |
الإثنين | ⴰⵢⵏⴰⵙ أيناس |
الثلاثاء | ⴰⵙⵉⵏⴰⵙ أسيناس |
الأربعاء | ⴰⴽⵕⴰⵙ أكراس (بتفخيم الراء) |
الخميس | ⴰⴽⵡⴰⵙ أكواس |
الجمعة | ⴰⵙⵉⵎⵡⴰⵙ أسيمواس |
السبت | ⴰⵚⵉⴹⵢⴰⵙ أصيضياس |
الأحد | ⴰⵙⴰⵎⴰⵙ أساماس |
سنة سعيدة وناجحة
لقد ارتبط يناير بمعتقدات ضاربة في القدم، فمثلا يعتقد الأمازيغ أن من يحتفل بيناير سيحظى بسنة سعيدة وناجحة، ويختلف شكل الاحتفال من قبيلة إلى أخرى، ويبدو أنه حتى بعض القبائل العربية تحتفل بالسنة الأمازيغية.
أكلة ناير
وتعد أكلة أوركيمن والكسكس إحدى الوجبات الهامة في ذلك الاحتفال، وتجدر الإشارة إلى أن الكسكس وجبة عالمية أمازيغية الأصل، ذات اعتبار متميز لدى المغاربيين أمازيغا وعربا. بل حتى إن المغاربة يتناولون الكسكس في يوم الجمعة كعادة عندهم.
أصل التسمية
يناير هو كلمة مركبة من “ين” وتعني واحد و”ير” وتعني الشهر الأول، وبالأمازيغية “يناير” هي “إخف أوسقاس”، والمقصود بها كذلك أول شهر في الرزنامة الفلاحية للبربر الأمازيغ.
أصول الاحتفال
يحتفل بشهر ينّار أو يَنَّاير في أنحاء وبلدان مختلفة من بلدان المغرب العربي الإسلامي، وفي مالي والساحل بالإضافة إلى نيجيريا.
ويرجع أصل وتاريخ رأس السنة الأمازيغية، في التراث الشعبي المغاربي بأسطورة العجوز التي تحدّت شهر يناير في حين تروي أسطورة أخرى، أن سكان شمال أفريقيا الأصليين يحتفلون به تفاؤلا بموسم فلاحي وافر، فيما جاء في أسطورة ثالثة، حسب عدد من المؤرخين في بلدان المغرب، وهي انتصار الزعيم الأمازيغي شيشناق على الفرعون رمسيس الثاني في مصر رغم أن هذا لم يحدث تاريخيا لأن رمسيس الثاني مات قبل ولادة شيشناق بأكثر من مئة عام.
قصة العجوز
حسب المعتقدات الأمازيغية استهانت امرأة عجوز بقوى الطبيعة واغترت بنفسها فصارت ترجع صمودها ضد الشتاء القاسية، إلى قوتها ولم تشكر قوى السماء، فتحدّت ينّاير أشد فصول الشتاء برودة بالخروج مع عنزاتها الصغيرات لطهي طعامها خارج البيت، في عزّ برده وصقيعه فغضب ينّاير لهذا الأمر فطلب من فورار (شهر فيفري) أن يقرضه ليلة ونهارا حتى يعاقب العجوز على غرورها، فكان له ذلك، فجمّد العجوز وعنزاتها حيث يُقال أنه توجد بمنطقة جرجرة صخرة تدعى ”صخرة العجوز والعنزات” حيث بالنظر إلى تلك الصخرة الضخمة يمكن أن نلاحظ عجوزا تحلب معزاتها، وبقربها بعض صغار الماعز. وإلى يومنا هذا يستحضر بعض الأمازيغ يوم العجوز ويعتبرون يومها يوم حيطة وحذر، ويفضل عدم الخروج للرعي في هذا اليوم مخافة عاصفة شديدة.
التقويم الفلاحي
يستند الأمازيغ في تقويم يناير إلى ما يسمى بالتقويم الفلاحي الذي يتبعه الفلاحون في زراعاتهم لضبط السقي والغرس، إذ يشكل يناير نهاية موسم الحرث ومنتصف موسم المطر، وتتزامن السنة الأمازيغية الجديدة أيضا مع نفاذ مخزون المؤونة التي يحتفظ بها الفلاحون تحسبا لفصل الشتاء، وتسمى محليا «العولة».
مظاهر الإحتفال
مظاهر الاحتفال ببداية السنة الأمازيغية كثيرة ومتنوعة كل حسب عاداته وتقاليده، حيث يأخذ الاحتفال نكهة خاصة لدى أمازيغ الجزائر والبلدان المغاربية الأخرى، ويتم إحياؤها بطقوس مميزة وعادات تعكس تقاليد وهوية الأمازيغيين.
يضع الرجال عصيا طويلة من القصب في المزارع والحقول في بعض المناطق حتى تكون غلال السنة الفلاحية الجديدة جيدة وتنمو بسرعة، فيما الأطفال يقطفون الزهور والورود عند مداخل المنازل، ويرتدون ملابس جديدة ويحلق الصغار رؤوسهم.
يستمر السهر على رقصات أحواش وأنغام الروايس، وفي اليوم الأول من السنة الأمازيغية تحمل النساء المغاربيات قليلا من «تاكلا» أو «بركوكش» غير مملح إلى مكان خارج القرية، ينصرفن دون أن يتكلمن بعد وضعه في مكان معلوم وتسمى هذه العملية «أصيفض» أي إعطاء الجن نصيبه من الطعام، قبل أن يُضاف إليه الملح.
في الصباح الموالي، تقوم النساء وفتيات القبيلة بما يسمى «أزكوزيو أسگاس»، أي تخضير السنة.
وقد تجتمع النساء لوحدهن والفتيات لوحدهن ويذهبن إلى الحقول في ضواحي القرية حيث الربيع الأخضر، ويحملن على ظهورهن سلات «أزكيون»، ويجمعن مختلف الأعشاب من «أكلاس» الذي هو ربيع الشعير أو «تيفراضين»، أي سعف النخيل، والمراد بهذه العملية افتتاح السنة الأمازيغية الجديدة بلون أخضر لون الخصوبة والطبيعة والسلام.
يحرص سكان منطقة القبائل في الجزائر على ذبح ديك عن الرجال ودجاجة عن النساء يذبحها كبير العائلة من الرجال، وتحضر النساء العشاء الذي يحضره جميع أفراد العائلة وسط أجواء من الفرح والغناء ويضعون الحناء للأطفال، ويعتبرون هذه الطقوس فأل يقيهم من الحسد والعين.
في الشرق الجزائري الاحتفال يختلف عن باقي المناطق
في الشرق الجزائري، الاحتفال برأس السنة الأمازيغية يختلف عن باقي المناطق، حيث يقوم سكان الأوراس بتغيير الموقد التقليدي المتكون من الأحجار والرمال التي يطهى عليها الأكل، وبعد العشاء تقوم العائلات بتنظيم سهرة خاصة بحضور التراز والفول السوداني والشاي على الطاولة.
ويتمثل التقليد الأكثر شيوعا في إراقة دم حيوان ومن المفضل أن يكون ديك بلدي، لكن مناطق أخرى تختلف العادات بها، ففي وسط العاصمة الجزائرية لا يشترط نوع معين من الذبيحة، فالمهم حسب المعتقدات السائدة هو أن يكون هناك لحم، وهذا لحماية العائلة من الأمراض والعين الحاسدة، كما أنها تقي أفرادها من المخاطر طول أيام السنة.
وهناك من يجعله تاريخا لزواجه وعقد قرانه أو يتم فيه قص شعر الصبية لأول مرة وفيه أيضا تتزين النساء خاصة الغير متزوجات بالكحول والحلي التقليدية لجلب نظرات أعين الرجال التي تريد الزواج.
كما تجري العادة بنفس المناسبة بغرس بعض الأشجار والنباتات في الحقول لإبعاد الطفيليات والقيام أيضا بطلاء جدران البيوت وتغيير بعض الأثاث للتفاؤل بالأخبار السعيدة والجديدة.
المصادر: مواقع ..أنترنيت وموسوعات