دقت رابطة أطباء التخدير والإنعاش ناقوس الخطر حول وجود حوالي 1.5 مليون مغربي لا تصلهم علاجات الصحة والحماية الاجتماعية.
وأوضحت الرابطة في بلاغ لها أن التقديرات الرسمية تشير إلى إصابة 2,7 مليون مواطن مغربي بداء السكري، بينهم 27 ألف طفل، في حين تفيد إحصائيات وزارة الصحة بأن هناك فقط مليونا و200 ألف مريض بالسكري، هم من يتلقون العلاجات في مستشفيات المملكة.
وانتقد أطباء الرابطة السياسات الحكومية التي تقتصر على المقاربات الكلاسيكية في العلاج، وقصورها عن الإجابة على الاحتياجات الواقعية سواء للمرضى أو أقاربهم.
وسجل ذات المصدر أن التحدي هو كيف يمكن وقف نزيف ارتفاع داء السكري، معتبرا أن هناك أسبابا موضوعية تؤدي إلى الإصابة به، والوزارة الوصية مطالبة بفتح نقاش عمومي للارتقاء بمستوى إيجاد الحلول والإنصات للمواطنين.
وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشف الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، أن “هناك تقريبا ثلاثة ملايين مغربي مصابين بالسكري، ليسوا كلهم مسجلين”، مشيرا إلى أن “الرقم حسب الدراسات يتراوح ما بين 10 و12 بالمائة بالنسبة للبالغين المصابين بالسكري من النوع الثاني، وما بين 25 و27 ألف من الأطفال يعانون من السكري نوع 1”.
وأوضح حمضي أن “نصف المصابين بالسكري لا يعرفون أنهم مصابون به، ليس في المغرب فقط بل على الصعيد العالمي”، مضيفا أنه “تقريبا 1.4 مليون شخص لا يعلمون أنهم مصابون، والنصف الثاني على علم، منهم من يلج للعلاج ومنهم من لا يلج إليه”.
أما عن أسباب الإصابة، فذكر الطبيب أنه “فيما يخص السكري نوع 1، فإنه يصيب الأطفال في سن مبكرة من الأيام أو الشهور أو السنوات الأولى، وهو يشكل 1% من حالات السكري”، مبرزا أن “سبب السكري نوع 1 غير معروف بالتدقيق، لذلك ليس هناك سبيل للوقاية منه”.
وبخصوص السكري من النوع الثاني، سجل الدكتور أن “أسباب الإصابة به مرتبطة بالتغذية غير المتوازنة وقلة الحركة وارتفاع الوزن والسمنة والتدخين”، مشددا على أن “الوقاية منه مرتبطة بالتغذية السليمة المتوازنة والرياضة والتحكم في الوزن وعدم التدخين”.
ومن أجل تفادي المشاكل المرتبطة بالسكري ومضاعفاته، أوصى الباحث في السياسات والنظم الصحية بـ “الكشف المبكر بشكل منتظم حتى في غياب أي أعراض، والعلاج المنتظم بالحمية، والنشاط البدني، والأدوية والتتبع بالتحاليل”، لافتا إلى أن “استثمار الدولة في الوقاية والكشف المبكر والعلاج المنتظم، هو أقل بكثير من حيث الكلفة المتعلقة بالمضاعفات”.
التعاليق (0)