تتواصل أفعال تخريب محطات حافلات “أمل واي” عالية الجودة بمدينة أكادير، بعد تسجيل حادث جديد بحي المسيرة، ما أثار استياء واسعا في صفوف الساكنة.
وتأتي هذه الاعتداءات في وقت استبشرت فيه المدينة خيرا بواحد من أهم مشاريع النقل الحضري، الذي روج له باعتباره خطوة نوعية نحو تحسين جودة التنقل وتعزيز صورة أكادير كمدينة عصرية.
وتطرح هذه الأفعال أكثر من علامة استفهام حول ظروف حدوثها ويرى مراقبون بأن مشروع حافلات “أمل واي” بما يتضمنه من محطات حديثة، ومسارات مهيكلة وتجهيزات متطورة، يعكس إرادة واضحة في الارتقاء بجودة العيش وجعل النقل الحضري أكثر فعالية، غير أن هذه الإنجازات، مهما بلغت من جودة وتطور، تبقى عرضة للانتكاس إذا لم يرافقها بناء مواز للإنسان، عبر تعزيز الوعي المدني وترسيخ قيم المواطنة وحماية المرفق العام، .
وشدد هؤلاء على أن التنمية لا تتلخص في المشاريع فقط، بل هي سلوك يومي يترجمه المواطن في حرصه على الممتلكات المشتركة، وفي احترامه للقوانين والمساحات التي تسهم في تحسين حياته وحياة الآخرين.
وتجعل هذه الأحداث المتكررة الحاجة ملحة إلى مقاربة شمولية، تجمع بين الصرامة في تطبيق القانون، وتفعيل وسائل المراقبة، ثم الاستثمار في التربية والتحسيس داخل المدارس والأحياء، بما يسهم في تحويل المشاريع الكبرى من مجرد بنايات حديثة إلى قيمة حضارية مشتركة، يستفيد منها الجميع وتفتخر بها المدينة لسنوات قادمة.
