أكادير تتحول إلى مسرح مفتوح.. “أكافريكا” تعيد صياغة فرجة كرة القدم بروح إفريقية

ثقافية

تستعد مدينة أكادير لارتداء حلتها القارية الأبهى، محولةً فضاءاتها العامة إلى منصة نابضة بالحياة تحت اسم “احتفالية أكافريكا” (Agafrika). هذا الحدث الاستثنائي ليس مجرد مهرجان عابر، بل هو عرس فرجوي مفتوح صُمم ليواكب احتضان المملكة المغربية لبطولة كأس أمم إفريقيا، محولاً عاصمة سوس إلى قلب نابض بإيقاعات القارة السمراء وسحر المستديرة وروح التلاقي الإنساني.

وعلى امتداد ثلاث محطات زمنية كبرى، تبدأ من أواخر ديسمبر 2025 وتستمر حتى منتصف يناير 2026، ينظم “منتدى أكادير ميموري” سلسلة من المواعيد الفنية والموسيقية الكبرى. ويأتي هذا العمل بشراكة استراتيجية مع ولاية جهة سوس ماسة، وجماعة أكادير، والمجلس الجهوي للسياحة، وبدعم من شركتي “إفريقيا” و”إفريقيا غاز”، في احتفاء جامع يجعل من كرة القدم رافعة للثقافة والسلام والتقارب بين الشعوب.

وتنطلق فلسفة “أكافريكا” من رؤية عميقة تعتبر كرة القدم أكثر من مجرد لعبة؛ إنها لغة كونية توحد الهويات وتصنع قيم الوئام. وهي القيم التي تسعى الاحتفالية لترجمتها ميدانياً عبر تحويل المدينة بأكملها إلى مسرح مفتوح. وفي خروج رمزي عن النمطية، لن تظل الاحتفالات حبيسة المدرجات أو الفضاءات المغلقة، بل ستنتقل الفرجة من منصة “أنزا” إلى “بنسركاو” و”تيكيوين”، وصولاً إلى “ساحة الأمل” في قلب أكادير، لتشكل مشهداً حضرياً يعيد صياغة علاقة الساكنة بفضاءات مدينتهم.

و سيكون الجمهور الأكاديري وزوار المدينة على موعد مع عروض فنية مبهرة، يحييها فنانون أفارقة وأمازيغ من جنسيات متعددة. هؤلاء المبدعون يحملون معهم أنماطاً موسيقية تمزج بين الجذور الإفريقية العميقة والامتدادات الأمازيغية والمغربية، في توليف فني يزاوج بين الأصالة والمعاصرة، ويجسد عمق الحوار بين الحضارات، وبين الكرة والذاكرة المشتركة.

فمن خلال “أكافريكا”، تراهن مدينة أكادير على تعزيز جاذبيتها السياحية، وجعل الحدث الكروي محركاً اقتصادياً وثقافياً بأبعاد استراتيجية. وتعكس هذه المبادرة صورة مدينة منفتحة تستند إلى تاريخها العريق وجودة حياتها وجوها المعتدل، لتؤكد للعالم أنها مدينة تؤمن بقيم الحوار وتنبذ الانغلاق.

و تعتبر “أكافريكا” تجربة فرجوية متكاملة تنخرط فيها المدينة بكل تفاصيلها، من الساحات والحدائق إلى الأحياء العريقة، لتتحول أكادير إلى نقطة جذب عالمية تحتفي بإفريقيا، وتجعل من فرجة كرة القدم جسراً يربط بين الذاكرة والإنسان.