أسعار النفط تواصل الصعود وسط تفاؤل تجاري وانخفاض غير متوقع في المخزونات الأمريكية

الاقتصاد والمال

صعدت أسعار النفط، اليوم الخميس 24 يوليوز 2025، مدفوعة بتفاؤل الأسواق بشأن تقدم مفاوضات التجارة الأمريكية، وما تحمله من آمال بتخفيف الضغوط الاقتصادية العالمية، إلى جانب تسجيل انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية، ما عزز التوجه الصعودي لأسعار الطاقة.

وسجل الخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” لعقود سبتمبر المقبل ارتفاعًا بنسبة 0.66% ليبلغ 65.08 دولارًا للبرميل، فيما ارتفع خام “برنت” العالمي بنسبة 0.60% إلى 68.92 دولارًا للبرميل، بحسب بيانات التداول عند الساعة 06:05 بتوقيت غرينتش.

ويتابع المستثمرون باهتمام بالغ تطورات المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لا سيما بعد الاتفاقية الجمركية التي وقّعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع اليابان، والتي فتحت الباب أمام انفراجات تجارية جديدة. وكشفت مصادر دبلوماسية أوروبية أن واشنطن وبروكسل بصدد التوصل إلى اتفاق تجاري يتضمن فرض رسوم جمركية أمريكية بنسبة 15% على بعض السلع الأوروبية، مقابل إعفاءات محتملة، ما قد يفتح المجال أمام اتفاقية كبرى مماثلة لتلك التي أبرمت مع طوكيو.

وفي هذا السياق، أوضح هيرويوكي كيكوكاوا، كبير الاستراتيجيين في وحدة “نيسان سيكيوريتيز إنفستمنت”، أن موجة الشراء الحالية جاءت مدفوعة بتفاؤل المستثمرين بشأن فرص التوصل إلى تسوية تجارية من شأنها تجنيب الاقتصاد العالمي سيناريوهات قاتمة. لكنه نبّه إلى أن الضبابية ما تزال قائمة في ظل تعثر المحادثات الأمريكية الصينية، وتباطؤ جهود الوساطة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ما قد يحد من ارتفاع الأسعار إلى مستويات أكبر، متوقعًا أن يظل الخام الأمريكي يتحرك ضمن نطاق يتراوح بين 60 و70 دولارًا للبرميل في المدى المنظور.

وعلى مستوى المعروض، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة انخفضت بمقدار 3.2 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، لتستقر عند 419 مليون برميل، وهو تراجع فاق بكثير توقعات المحللين الذين قدّروا الانخفاض بـ1.6 مليون برميل فقط، ما اعتبر مؤشرًا إيجابيًا للأسواق بشأن تراجع التخمة المعروضة.

ويعكس هذا التوجه حالة ترقب حذرة في الأسواق العالمية، حيث تتأرجح أسعار النفط بين عوامل داعمة للصعود وأخرى تكبح جماحها، في انتظار ما ستسفر عنه المفاوضات الدولية وتأثيراتها المحتملة على حركة التجارة والطاقة خلال الأشهر المقبلة.