أزمة الصحافة المغربية: هل يمر مشروع قانون 25.26 رغم الرفض النقابي؟أخبار وطنية

أزمة الصحافة المغربية: هل يمر مشروع قانون 25.26 رغم الرفض النقابي؟


موجة غضب عارمة في الوسط الإعلامي بسبب إصرار الحكومة على تمرير قانون إعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، رغم المعارضة الواسعة من النقابات والناشرين ومنظمات المجتمع المدني. هل يهدد هذا القانون استقلالية الصحافة المغربية وحريتها؟

في خطوة مفاجئة، أعلنت الهيئات النقابية والمهنية للصحافة المغربية عن استيائها الشديد من إقدام الحكومة على إحالة مشروع قانون 25.26 المتعلق بإعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة على مجلس المستشارين، بعد تمريره السريع في مجلس النواب. هذه الخطوة قوبلت برفض شبه مطلق من قبل جميع ممثلي الصحفيين والناشرين، إضافة إلى المنظمات الحقوقية والسياسية والنقابية.

لماذا يرفض المهنيون هذا القانون؟
يؤكد ممثلو القطاع أن مشروع القانون جاء دون حوار فعلي أو تفاوض مع الهيئات المهنية، مما يجعله يفتقر إلى الشرعية والمصداقية اللازمة. النقابات تعتبر أن هذا القانون يتعارض مع أحكام الدستور، وتحديداً الفصل 28 الذي يضمن حرية الصحافة، ومع مدونة الصحافة والنشر.

تتلخص أبرز اعتراضات المهنيين في النقاط التالية:

غياب المشاركة: تجاهل مبدأ الإشراك الفعلي للهيئات المهنية في صياغة القانون.

تهديد الاستقلالية: إضعاف استقلالية المجلس الوطني للصحافة عبر منح سلطات واسعة “للناشرين الكبار”.

تمثيل غير عادل: فرض نظامين للتمثيل (الانتخاب للصحفيين والتعيين للناشرين)، مما يمنح المؤسسات الإعلامية الكبرى السيطرة على قرارات المجلس.

نظام انتخابي غير منصف: اعتماد نظام الاقتراع الفردي المفتوح، الذي يعتبر تراجعًا عن تجربة عام 2018 التي حققت توازنًا تمثيليًا أفضل.

دعوة عاجلة للحكومة: سحب المشروع والعودة إلى الحوار
تطالب الهيئات النقابية الحكومة بالتدخل الفوري لسحب مشروع القانون من مجلس المستشارين، وإعادته إلى طاولة الحوار الاجتماعي القطاعي. وتشدد على ضرورة التوصل إلى توافق حوله بما يحترم استقلالية المهنة ويعزز حرية الصحافة، بعيدًا عن أي اعتبارات سياسية أو اقتصادية ضيقة.

تعتبر النقابات أن تمرير هذا القانون، بهذه الطريقة، يمثل ضربة قوية لمستقبل الصحافة في المغرب، ويهدد الصورة الحقوقية للمملكة على الصعيدين الوطني والدولي.

الموقعون على البيان:

عبد الكبير اخشيشن: رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية.

محتات الرقاص: رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف.

محمد الوافي: رئيس الجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والاتصال – الاتحاد المغربي للشغل.

عبد الواحد الحطابي: الكاتب العام الوطني للنقابة الوطنية للإعلام والصحافة – الكونفدرالية الديمقراطية للشغل.

عبد الوافي حراق: رئيس الكونفدرالية المغربية لناشري الصحف والإعلام الإلكتروني.