أكدت رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، لطيفة أخرباش، اليوم الأربعاء 17 دجنبر 2025، بالرباط، أن استدامة نجاعة التصدي للتضليل الإعلامي وتفكيك سرديات الزيف تقتضي تحركًا عموميًا منسقًا يقوم على مقاربة المسؤولية المشتركة والعمل الجماعي.
وأوضحت أخرباش، في كلمة خلال لقاء نظمته وزارة الشباب والثقافة والتواصل حول موضوع “محاربة الأخبار الزائفة: مقاربات ورؤى متقاطعة”، أن استباق وتدبير المخاطر الإعلامية التي تهدد التماسك الوطني وحسن سير الفضاء الديمقراطي يستدعي اعتماد سياسات عمومية فعلية تروم الإرساء المستدام لشروط الحريات الأساسية، والمهنية الإعلامية والتقنين، والتربية المواطِنة، والدراية التواصلية والتكنولوجية.
وبعد إبرازها لمحورية دور الإعلام المهني في مواجهة الزيف والتضليل، شددت أخرباش على ضرورة الاشتغال المشترك من أجل دعم جاهزية هذا الإعلام وتعزيز قدرته على الاضطلاع بدوره كاملاً، عبر الرفع من جودة ومصداقية الإنتاجات الصحفية، والتصدي لمظاهر الهشاشة التي قد تقوضه، سواء على المستوى الاقتصادي أو المهني أو الأخلاقي.
وسجلت أن الطابع الكوني للمخاطر الإعلامية يفرض البحث عن حلول محلية متجذرة في السياقات الوطنية، مبرزة أن المنصات الرقمية باتت تمارس سلطة مؤثرة داخل الفضاء العمومي الإعلامي، من خلال آليات خوارزمية تقوم في الغالب على اعتبارات تجارية.
واعتبرت أن هذا الوضع غير مقبول من منظور الحقوق الإنسانية الأساسية، لأن المعلومة تُعد منفعة عمومية، وينبغي أن تخضع معالجتها لمقتضيات المصلحة العامة ولمبادئ المسؤولية والشفافية والتعددية.
كما حذرت أخرباش من أن التطور المتسارع لتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي، في ظل تأخر التأطير القانوني وغياب حكامة عالمية ملزمة، يزيد من هشاشة المنظومة الإعلامية ومن قابلية المجتمعات للتأثر بالاختلالات الإعلامية.
وأضافت أن الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي داخل المجتمع وقاعات التحرير أصبح عاملاً رئيسيًا في تضخيم التضليل الإعلامي وتقويض الثقة في الخبر، في غياب ضوابط قانونية ملائمة وتوعية كافية بالمخاطر المرتبطة بهذه التكنولوجيا.
وفي هذا السياق، شددت على أن تحفيز الفاعلين الرقميين على تبني سياسات مسؤولة بات أمرًا استعجاليًا، بالنظر إلى التأثير المباشر لتعاظم دور المنصات الرقمية في الولوج إلى الخبر، وما يترتب عنه من انعكاسات على جودة النقاش العمومي ونزاهة الحياة السياسية.
ويأتي تنظيم هذا اللقاء في إطار الجهود التي تبذلها وزارة الشباب والثقافة والتواصل لمواجهة الظواهر السلبية التي يشهدها الفضاء الإعلامي والرقمي، وعلى رأسها إشكالية الأخبار الزائفة وتداعياتها على الأفراد والمجتمع، من خلال مقاربة جماعية ومنسقة قائمة على الحوار والتعاون وتقاسم التجارب الفضلى.


التعاليق (0)