اشتكى العديد من المرضى الذين يعانون أعراض نقص الكالسيوم في الدم من تدهور حالتهم الصحية في الآونة الأخيرة، وذلك بسبب اختفاء عقارين مهمين لعلاجهم من الصيدليات.
ويتعلق الأمر، حسب هؤلاء المرضى، بـ Un-Alpha و Deril 1.0، المصنعين من مادة “ألفاكالسيدول” المنظمة لامتصاص الكالسيوم والفسفور في الأمعاء، والمسؤولة عن الحفاظ على مستويات مناسبة من هذه المعادن في الدم.
وفي تعليقها على الموضوع، كشفت مصادر مهنية أن هذين الدواءين وغيرهما اختفت بشكل مفاجئ من رفوف الصيدليات دون أي سابق إنذار أو إخطار، حيث تعلل موزعون في مواجهة الطلبات المحولة إليهم من قبل الصيادلة بغياب المخزون من المصدر، أي المختبرات المستوردة للدواء من الخارج.
وأوضحت المصادر ذاتها بأن الدواء الأول، الذي يحتوي على مادة “ألفاكالسيدول”، يعتبر نظيرا لفيتامين D، حيث يستخدم في حالات مختلفة مرتبطة بعدم توازن مستويات الكالسيوم في الجسم، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي المزمن وأمراض العظام الناتجة عن الفشل الكلوي ونقص نشاط الغدة الدرقية وغيرها من الاضطرابات التي تؤثر على استقرار الكالسيوم والفسفور.
وأضافت المصادر نفسها أن الدواء الثاني الذي يحتوي على المادة الرئيسية ذاتها، هو شكل من أشكال فيتامين D أيضا، ويتم تنشيطه في الكبد ليصبح شكلا نشطا من هذا الفيتامين، وهو ما يجعله مفيدا بشكل خاص للمرضى الذين يعانون من أمراض الكلى، كما يوصف لعلاج حالات أخرى بما فيها الكساح ولين العظام وبعض أشكال التشنجات العضلية.
وأكدت المصادر المهنية أن طلبات استيراد العقارين المشار إليهما تزايدت من قبل المرضى وذويهم، بالنظر إلى توقف تسويقهما من قبل مختبرات أجنبية في المغرب.
وسجلت المصادر نفسها أن عددا من الدول المصنعة للأدوية، والحاضنة للمختبرات المستوردة لهذين العقارين في المغرب، أصبحت أكثر تحفظا في ما يتعلق بتلبية احتياجاتها الداخلية، والمحافظة على سيادتها الدوائية منذ تفشي جائحة كورونا.
وخلصت المصادر ذاتها إلى أن العرض في السوق الدولية أصبح ضعيفا، وهم عددا كبيرا من الأدوية المعالجة لأمراض خطيرة، مشددة على ضرورة إيجاد حلول لتلبية الطلب على عدد من الأدوية، خصوصا المرتبطة بعلاج أمراض مزمنة، من خلال تشجيع المختبرات المحلية على إنتاجها.
هذا، ويأمل المرضى الذين يعانون من اختفاء العقارين المذكورين تدخل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في أقرب الآجال لحل هذه المعضلة، وتوفير الدواء حفاظا على صحتهم وسلامتهم.