قضت ساكنة مجموعة من الدواوير التابعة لجماعة تفني بإقليم أزيلال ليلة في العراء بإحدى محطات الوقود نواحي قلعة السراغنة، وذلك احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وضعف خدمات الصحة والتعليم.
وكانت الساكنة قد خرجت في مسيرة على الأقدام يوم الثلاثاء الماضي، قطعت خلالها حوالي 50 كيلومترا في اتجاه عمالة قلعة السراغنة، قبل أن يدركها الظلام في الخلاء، لتتجه إلى محطة الوقود حيث قضت ليلتها، قبل أن تستأنف المسيرة مجددا في الصباح الموالي.
في هذا السياق، أفاد المشاركون في هذه المسيرة أن مطالبهم الاجتماعية تتلخص في بناء وإصلاح الطرق لفك العزلة عن الدواوير التي ينتمون إليها، وتحسين وضعية التعليم والصحة، وإيلاء الاهتمام للفلاح الصغير بالمنطقة.
وشدد المحتجون الذين كان من بينهم مسنون وشباب على ضرورة بناء وإصلاح مقطع طرقي يمتد على مسافة 29 كيلومترا، بالنظر إلى ما له من دور فعال في تحريك الاقتصاد المحلي وتحسين ظروف عيش للسكان، ومساعدتهم على الانفتاح على محيطهم الخارجي.
وإضافة إلى ذلك، طالب المتضررون بتجويد قطاع الصحة بالمنطقة من خلال تأهيل وإعادة الاعتبار لمستشفى القرب، والذي تحول إلى محطة للعبور توجه المرضى نحو مدن أخرى بعيدة كمراكش و أزيلال و قلعة السراغنة.
وبخصوص واقع التعليم، أفاد المحتجون أن عددا من أبناء المنطقة يعانون من الهدر المدرسي في ظل انعدام وسائل النقل وتردي حالة الطرق، مطالبين بضمان استفادة المتعلمين من الداخلية، وخاصة أبناء الفئات الهشة المنحدرين من الجماعة الترابية التي ينتمون إليها.
هذا، وأجمع المحتجون على ضرورة إيفاد لجنة تابعة للعمالة إلى الدواوير التي ينتمون إليها للاطلاع على واقع المعاناة والإقصاء والتهميش الذي يعيشونه منذ سنوات، دون أي التفاتة من المسؤولين.
وتفاعلا مع مطالب الساكنة، أفاد رئيس جماعة تفني، مروان عبد المالك، أن باب الجماعة مفتوح لجميع سكان المنطقة بهدف التداول في مطالبهم، معربا عن أسفه لكون الحوار جاء بعد تنظيم المسيرة الاحتجاجية وليس قبلها، كما كان مفروضا.
وأكد ذات المتحدث أن المجلس الجماعي ومعه باقي الشركاء يولون اهتماما كبيرا لقطاع التعليم والصحة من أجل تحسينهما وتجويدهما تماشيا مع النمو الديمغرافي المتزايد بالمنطقة، فيما نفى ما جاء على لسان المحتجين بشأن عزلة عدد من الدواوير بتراب الجماعة.