ورقة اخرى تسقط من شجرة الملحون الوارفة ، و بسقوط هاته الورقة يكون المغرب قد فقد علامةً وضاءة في مسار الملحون في المملكة عامة ، وفي تارودانت على وجه الخصوص.
فلقد رحل عن دنيا الناس الفقيد الحاج “عمر البوري”—المشمول بعفو الله و رحمته— الشاعر المنشد الاستاذ المعلم لعشرات الشعراء والمنشدين ، مكتشف المواهب و داعمها بكل سخاء.
لقد ظل الراحل العزيز إلى آخر لحظات عمره مرتبطا رباطا منتظما ومؤثرا بكل مظاهر حيوية الفعل في مجال الملحون، وبالتالي لم يكن أبدا مستغربا ان يكون في مقدمة الحاضرين في اجتماع لجنة اعداد سلسلة أنطولوجيا الملحون باشراف و تاطير مباشرين من أكاديمي ككالمملكة المغربية ، حيث التقى اعضاء هاته اللجنة يوم 10 يناير الجاري – في اول اجتماع لهاته اللجنة بتشكيلتها الجديدة-، ثم حضر في مساء نفس اليوم العرض الاول لاحتفالية
” الدر المكنون في ذاكرة الملحون ” التي أشرفت عليها الاكاديمية في اطار برنامجها الذي تزامن مع تصنيف الملحون تراثا لا ماديا للأنسانية.
و بعد أسبوعين من هذا الموعد يحل الراحل بمدينة الرباط مجددا ، ليحضر في اول جلسة للجنة المصغرة التي تفرعت عن اللجنة الموسعة ، و قد تم اختياره ضمن المجموعة التي ستحسم في القصائد والأنظمة العروضية التي سيتم تسجيلها في اول محطة من سلسلة أنطولوجيا الملحون.
انه الحضور البهي – رغم الظروف الصحية وبعد المسافة- لهذا الرجل الذي هام حبا في الملحون وأخلص له ، وأغنى الخزانة بعدد من الإبداعات التي اكدت علو كعبه ، ورسخت موقعه ضمن طليعة الشعراء خلال اكثر من نصف قرن .
وامام هذا المصاب المؤلم الذي لاراد لقضاء الله فيه، نتقدم إلى اسرة الفقيد باصدق عبارات التعزية والمواساة ، ونضرع إلى العلي القدير بان يشمل روح العزيز الغالي بواسع المغفرة والرحمة ، وان يسكن تعالى الروح الطيبة لاستاذنا الكريم جنات الفردوس الأعلى.
وان خير العزاء في هذا الفقد يتجلى ببهاء في ما تركه من مأثورات ، و ما قدمه من جليل الإحسان لنساء ور حال الملحون الذين هاهم اليوم يرثونه بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره.
أنا لله وانا اليه راجعون.
عبد المجيد فنيش