و.م.ع/
نشرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الإرشادات العالمية الأولى من نوعها بشأن الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم والبحث، للتصدي لأوجه الخلل التي أحدثتها هذه التقنيات.
وقالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، في تصريح نقله بيان المنظمة الأممية التي تتخذ من باريس مقرا لها، “يمكن أن يغدو الذكاء الاصطناعي التوليدي بمنزلة فرصة هائلة لتحقيق التنمية البشرية، ولكنه قد يسفر أيضا عن الأذى والتحيز، ولا يمكن إدماجه في التعليم في غياب مشاركة الجمهور أو الضمانات واللوائح الحكومية اللازمة”.
وأضافت السيدة أزولاي ”ستساعد إرشادات اليونسكو صناع السياسات والمدرسين على استكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي على نحو أفضل لتحقيق المصلحة الأساسية للمتعلمين”.
وتشرح الأقسام الأولى من إرشادات اليونسكو ماهية الذكاء الاصطناعي التوليدي وآلية عمله. وتتعمق الأقسام التي تليها في الجدل الدائر بشأن الذكاء الاصطناعي التوليدي وآثاره على التعليم، لاسيما دوره في اتساع الفجوات الرقمية وفجوات البيانات.
وأشار المصدر إلى أن إرشادات اليونسكو تحدد سبع خطوات رئيسية يجب على الحكومات اتخاذها لتنظيم الذكاء الاصطناعي التوليدي ووضع أطر سياسات تضمن استخدام الذكاء الاصطناعي على نحو أخلاقي في التعليم والبحث، وكذلك اعتماد معايير على الصعيد العالمي والإقليمي والوطني لحماية البيانات والخصوصية، مسجلا أن الإرشادات تحدد الحد الأدنى للسن المسموح به لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الفصل الدراسي، وهو 13 عاما، وتدعو إلى تدريب المعلمين بهذا الخصوص.
وأوضح البيان أن هذه الإرشادات، التي ترتكز على توصية اليونسكو الخاصة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي (2021) وت واف ق بيجين بشأن الذكاء الاصطناعي والتعليم (2019)، تعزز فاعلية الإنسان والإدماج والإنصاف والمساواة بين الجنسين والتنوع الثقافي واللغوي، كما تنطوي الإرشادات على رد على الشواغل التي أعرب عنها أول مؤتمر وزاري ي عقد على مستوى العالم، بدعوة من اليونسكو في ماي 2023، بشأن الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وتم تقديم هذه الإرشادات، اليوم الخميس في مقر اليونسكو، بمناسبة أسبوع التعلم الرقمي الذي يجمع أكثر من 1000 مشارك للوقوف على جملة من الموضوعات من بينها مسألة منصات التعلم الرقمية العامة والذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم.
وأفادت دراسة استقصائية أجرتها اليونسكو مؤخرا، وشملت ما يزيد على 450 مدرسة وجامعة بأن أقل من 10 في المائة من هذه المؤسسات وضعت سياسات مؤسسية أو إرشادات رسمية بشأن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ويعزى هذا الواقع إلى حد كبير إلى غياب اللوائح الوطنية ذات الصلة.
وحذرت اليونسكو في شهر يونيو 2023 من أن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في المدارس آخذ بالانتشار كالنار في الهشيم في ظل غياب مثير للقلق للتمحيص من جانب الجمهور والضوابط واللوائح.